الجواب:
كان النبي ﷺ إذا سافر يصلي ركعتين، الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، والعشاء ركعتين حتى يرجع من سفره، هذا هو المحفوظ عنه عليه الصلاة والسلام، وروي عنه أنه كان يقصر ويتم، ولكنه ليس بمحفوظ، والمحفوظ عنه في الأحاديث الصحيحة أنه كان في السفر يقصر حتى يرجع.
أما المغرب فإنه يصليها على حالها ثلاثًا سفرًا وحضرًا، وهكذا الفجر كان يصليها ثنتين سفرًا وحضرًا، ويصلي مع الفجر سنتها القبلية ركعتين خفيفتين.
أما سنة الظهر وسنة المغرب وسنة العشاء فكان يتركها في السفر عليه الصلاة والسلام، فينبغي للمؤمن أن يفعل ما كان يفعله عليه الصلاة والسلام في السفر.
والسفر عند أهل العلم هو ما يبلغ في المسافة يومًا وليلة يعني: مرحلتين، هذا الذي عليه جمهور أهل العلم، ويقدر ذلك بنحو ثمانين كيلو تقريبًا لمن يسير في السيارة، وهكذا في الطائرات وفي السفن والبواخر، هذه المسافة وما يقاربها تسمى سفرًا، وتعتبر سفرًا في العرف السائد بين المسلمين، فإذا سافر الإنسان على الإبل أو على قدميه أو في السيارات أو في الطائرات أو في المراكب البحرية هذه المسافة أو أكثر منها فهو مسافر.
وقال بعض أهل العلم: إنه يحد بالعرف ولا يحد بالمسافة المقدرة بالكيلوات، بل ما يعد سفرًا في العرف يسمى سفرًا ويقصر فيه وما لا فلا.
والصواب ما قرره أهل العلم أنه يحدد بالمسافة، هذا هو الذي عليه أهل العلم، فينبغي الالتزام بذلك، وهو الذي جاء عن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، وهم أعلم الناس بدين الله، وهم أعلم الناس بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.