حكم اختلاف الصيام بين البلدين المتجاورين

السؤال:

إذًا: حتى ولو كان البلدان ملتصقين، واختلف صيامهما، لا يؤثر ذلك؟

الجواب:

نعم لا يؤثر، لهم رؤيتهم وللآخرين رؤيتهم؛ لأنه كل بلد ملتصقة، -مثلًا- السعودية ملتصقة بالأردن، مثلاً عند حدود الشام، وإذا استقلت الأردن أو مصر برؤيتهم لأسباب اقتضت ذلك عندهم وعند علمائهم، أو السعودية استقلت بسبب ذلك، فلا بأس بذلك، كما قرره مجلس هيئة كبار العلماء، وكما قرره العلماء.

وأصل هذا ما ثبت عن ابن عباس، هذا هو الأصل، ثبت في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق كريب أنه قدم على المدينة قدم من الشام، قال: (فأتيت ابن عباس فسألني عن رؤية أهل الشام؟ قلت: نعم، رأيناه ليلة الجمعة، وصمنا يوم الجمعة في الشام، وصام معاوية وصام الناس، فقال ابن عباس: نحن رأيناه يوم السبت، فلا نزال نصوم حتى نرى الهلال أو نكمل العدة، فقال كريب: أفلا تكتفي برؤية معاوية والناس؟ قال: لا، هكذا أمرنا نبينا عليه الصلاة والسلام).

يعني: بقوله: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فابن عباس تأولها على أنها لا تعم الناس، بل تخص كل دولة وكل بلد بنفسها إذا تباعدت عن البلد الأخرى، كبعد المدينة عن الشام ونحو ذلك، هذا فقه ابن عباس ورأيه، وعمل به جماعة من أهل العلم، وقالوا: لكل أهل بلد رؤيتهم إذا تباعدت البلاد، بعض التباعد، هذا هو الأصل في هذه المسألة. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة