الجواب: يجب عليك إخراج زكاته كلما دارت عليه السنة سواء كان في البنك أو غيره إذا كان نصابًا. أما ما أعطاك البنك من الربح، فلا ترده على البنك ولا تأكله، بل اصرفه في وجوه البر؛ كالصدقة على الفقراء، وإصلاح دورات المياه، ومساعدة الغرماء العاجزين عن قضاء ديونهم، وعليك التوبة من ذلك.
ولا يجوز لك أن تعامل البنك بالربا ولا غير البنك؛ لأن الربا من أقبح الكبائر، وقد قال الله سبحانه في كتابه العظيم: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ [البقرة:275-276] إلى أن قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ [البقرة:278-279]، فهذه الآيات الكريمات كلها تدل على شدة تحريم الربا، وأنه من كبائر الذنوب، فإن من أصر عليه فهو متوعد بالخلود في النار، نسأل الله العافية، وهذا الخلود على ظاهره مثل خلود الكفار، ليس له نهاية إذا كان مستحلًا للربا.
أما من يعلم أن الربا حرام، ويعتقد ذلك، ثم أصر عليه، فإنه يعمّه الوعيد المذكور، ولكن خلوده في النار إن دخلها ليس مثل خلود الكفار، بل هو خلود له نهاية كما درج على ذلك سلف الأمة وأئمتها، خلافًا للخوارج والمعتزلة، وهكذا خلود قاتل نفسه، وقاتل غيره عمدًا وعدوانًا، وخلود الزاني، كله من هذا الباب؛ من استحل منهم هذه المعاصي كَفَر، وخلد في النار مثل خلود الكفار نعوذ بالله من ذلك.
أما من لم يستحلها، وإنما فعلها طاعة للهوى والشيطان، فإنه لا يخلد في النار إن دخلها مثل خلود الكفار، ولكنه يخلد فيها خلودًا له نهاية؛ لأن العرب يعبرون في لغتهم عن الإقامة الطويلة بالخلود، والقرآن الكريم نزل بلغتهم، وهذه مسألة عظيمة يجب التنبه لها، والتفريق بين خلود الكافرين وخلود العاصين، وبسبب الجهل بالفرق بين الخلودين وقعت الخوارج والمعتزلة في منكر عظيم، واعتقاد فاسد، وهو حكمهم على العصاة بالخلود في النار أبد الآباد كخلود الكفار، وقد أنكر عليهم أهل السنة، وبينوا بطلان مذهبهم بالأدلة الواضحة من الكتاب والسنة وكلام سلف الأمة.
وقد صح عن رسول الله ﷺ أنه لعن آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء[1]، رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن جابر بن عبدالله ، وروى البخاري في صحيحه، عن أبي جحيفة أن النبي ﷺ: لعن آكل الربا وموكله، والواشمة والمستوشمة، والمصور[2].
فالواجب على جميع المسلمين: الحذر من المعاملات الربوية والتعاون مع أهلها في ذلك؛ للحديثين المذكورين؛ ولقوله سبحانه: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة: 2].
نسأل الله لنا ولجميع المسلمين التوفيق لما يرضيه، والسلامة من أسباب غضبه، إنه خير مسئول[3].
أما من يعلم أن الربا حرام، ويعتقد ذلك، ثم أصر عليه، فإنه يعمّه الوعيد المذكور، ولكن خلوده في النار إن دخلها ليس مثل خلود الكفار، بل هو خلود له نهاية كما درج على ذلك سلف الأمة وأئمتها، خلافًا للخوارج والمعتزلة، وهكذا خلود قاتل نفسه، وقاتل غيره عمدًا وعدوانًا، وخلود الزاني، كله من هذا الباب؛ من استحل منهم هذه المعاصي كَفَر، وخلد في النار مثل خلود الكفار نعوذ بالله من ذلك.
أما من لم يستحلها، وإنما فعلها طاعة للهوى والشيطان، فإنه لا يخلد في النار إن دخلها مثل خلود الكفار، ولكنه يخلد فيها خلودًا له نهاية؛ لأن العرب يعبرون في لغتهم عن الإقامة الطويلة بالخلود، والقرآن الكريم نزل بلغتهم، وهذه مسألة عظيمة يجب التنبه لها، والتفريق بين خلود الكافرين وخلود العاصين، وبسبب الجهل بالفرق بين الخلودين وقعت الخوارج والمعتزلة في منكر عظيم، واعتقاد فاسد، وهو حكمهم على العصاة بالخلود في النار أبد الآباد كخلود الكفار، وقد أنكر عليهم أهل السنة، وبينوا بطلان مذهبهم بالأدلة الواضحة من الكتاب والسنة وكلام سلف الأمة.
وقد صح عن رسول الله ﷺ أنه لعن آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء[1]، رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن جابر بن عبدالله ، وروى البخاري في صحيحه، عن أبي جحيفة أن النبي ﷺ: لعن آكل الربا وموكله، والواشمة والمستوشمة، والمصور[2].
فالواجب على جميع المسلمين: الحذر من المعاملات الربوية والتعاون مع أهلها في ذلك؛ للحديثين المذكورين؛ ولقوله سبحانه: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة: 2].
نسأل الله لنا ولجميع المسلمين التوفيق لما يرضيه، والسلامة من أسباب غضبه، إنه خير مسئول[3].
- رواه مسلم في (المساقاة)، باب (لعن آكل الربا ومؤكله)، برقم: 1598.
- رواه البخاري في (البيوع)، باب (موكل الربا)، برقم: 2086.
- نشر في كتاب (فتاوى إسلامية)، من جمع الشيخ/ محمد المسند، ج2، ص: 407. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 19/ 268).