التحذير من الخوض في باب القدر

السؤال:

شيخ عبد العزيز، الكثير يخوضون في موضوع القضاء والقدر، لعل لكم توجيه؟

الجواب:

هذا باب خاضه الأولون أيضًا وغلط فيه من غلط، والواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة التسليم لله، والإيمان بقدره سبحانه، والحرص على الأخذ بالأسباب النافعة الطيبة، والبعد عن الأسباب الضارة، كما علم الله عباده وكما جعل لهم قدرة على ذلك بما أعطاهم من العقول والأدوات التي يستعينون بها على طاعته وترك معصيته .

المقدم: إذًا لا تنصحون بالخوض في هذا الباب؟

الشيخ: لا ننصح لا، بل ينبغي عدم الخوض في هذا الباب، والإيمان بأن الله قدر الأشياء وعلمها وأحصاها، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه الخلاق العظيم القادر على كل شيء.

وأن جميع الموجودات كلها بخلقه وتكوينه  وأن الله سبحانه أعطى العبد عقلًا تصرفًا وأسبابًا وقدرة على الخير والشر، كما يأكل ويشرب ويلبس وينكح ويسافر ويقيم وينام ويقوم إلى غير ذلك كذلك يطيع ويعصي.

المقدم: هل هناك من محاذير شيخ عبد العزيز تخشونها على الخائضين في القضاء والقدر؟

الشيخ: نخشى عليهم أن يحتجوا بالقدر أو ينكروه؛ لأن قومًا خاضوا فيه فأنكروه كالـقدرية النفاة وقالوا: لا قدر، وزعموا أنهم يخلقون أفعالهم، وأن الله ما تفضل عليهم بالطاعة ولا قدر عليهم المعصية، وقوم قالوا: بل تفضل الله بالطاعة، ولكن ما قدر المعصية، فوقعوا في الباطل أيضًا.

وقوم خاضوا في القدر فقالوا: إنا مجبورون، وقالوا: إنهم ما عليهم شيء عصوا أو أطاعوا لا شيء عليهم؛ لأنهم مجبورون ولا قدرة لهم، فضلوا وأضلوا، نسأل الله العافية.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة