حكم نصح المرأة لأقاربها وقراءة القرآن عليهم

السؤال:

المستمعة (ب. ع) من الرياض عرضنا جزءًا من أسئلة لها في حلقة مضت وفي هذه الحلقة نرجو أن نستكمل ما تبقى من أسئلتها فتسأل هذا السؤال وتقول:

هل يجوز للفتاة أن تقوم بنصح أقاربها من الرجال من غير المحارم وقراءة القرآن عليهم مرتلاً مجودًا بصوت حسن، علمًا أن ذلك لو كان فإن الفتاة ستقوم بالتحجب الكامل للوجه واليدين والقدمين، وأعني بذلك الغطاء الكامل لأنحاء الجسم بحيث لا يخرج منها إلا صوتها رغبة في الدعوة إلى الله؟

الجواب:

نعم يشرع لها النصح لأقاربها، سواء كانت فتاة شابة أو متوسطة أو كبيرة السن، النصيحة مطلوبة من الجميع، يقول النبي ﷺ: الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة قيل: لمن يا رسول الله؟! قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم هذا يشمل الرجال والنساء.

وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله البجلي قال: بايعت النبي ﷺ على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم.

فلا مانع أن تنصح الفتاة إخوانها، وأقاربها، وبني عمها، وجيرانها من دون تكسر في الصوت ولا تغنج في الصوت ولا خضوع، بل تقرأ ما تقرأ من الأحاديث أو الآيات قراءة متوسطة ليس فيها شيء يفتن فيها ويسبب الفتنة بها أو وقوع ما لا تحمد عقباه، بل تقرأ قراءة عادية ليس فيها تكلف وليس فيها خضوع بالقول، إنما قراءة مستقيمة إذا دعت الحاجة إلى قراءة آية أو قراءة حديث للوعظ والتذكير كما قال الله جل وعلا: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات:55] أو قرأت يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ [البقرة:278] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا [الأحزاب:70] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ [النساء:1] وأشباه ذلك.

المقصود إذا قرأت بعض الآيات للنصيحة القراءة العادية فلا بأس، وإن كانت تخشى الفتنة فلا تقرأ تنصح من دون قراءة، اتقوا الله، اتركوا هذا، هذا لا يجوز، الدخان لا يجوز ، شرب المسكر لا يجوز ، النميمة الغيبة لا تجوز ما في حاجة إلى أن تقرأ إذا كانت تخشى الفتنة بصوتها فإنها تنصحهم من دون حاجة، وإن قرأت قراءة عابرة قراءة ليس فيها فتنة فلا بأس بذلك.

والحاصل أن هذا يرجع إلى ما تعلمه هي، وما يغلب على ظنها إن كانت تخشى فتنة فإنها لا ترتل القراءة المرتلة وتأمر وتنهى وتنصح من دون حاجة إلى قراءة مرتلة بالتجويد وتذكر الأحاديث بالصوت العادي؛ لأن الله جل وعلا قال: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32] فقد يطمع بعض الناس إذا رأى رقة صوتها وحسن صوتها، قد يطمع بعض الناس في مغازلتها من بعض الجهات أو فعل شيء يؤذيها.

فالحاصل أنها تعمل بما هو أحوط ولا حاجة إلى أن تفعل شيئًا قد يضرها، والنصيحة لا تتوقف على هذا في إمكانها أن تنصح وتأمر وتنهى من دون حاجة إلى قراءة آيات، بل تخبرهم بأمر الله ورسوله والحمد لله. 

المقدم: بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة