الحذر من المنصرين ودحض أباطيلهم

السؤال:

ورد إلينا أسئلة، وأرجو أن يكون على رأسها هذا السؤال: ورقة كبيرة عريضة كتب عليها: بسم الله الرحمن الرحيم، عزيزي القارئ، أرسل إليك أطيب التحية، وأحرها، وأرجو من الله أن تجدك هذه الرسالة بأحسن حال، وأهنأ بال، ظل يسرد هكذا الإطراء، والتحيات، ويقول: يستطيع المرء أن يقتبس الكثير من هذه الكلمات الخالدة من كلام السيد المسيح، تسمعه يقول: من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا؛ فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء، ينبع إلى حياة أبدية، ويقول السيد المسيح: تعالوا إلي يا جميع المتعبين، والثقلاء الأحمال، وأنا أريحكم، أتيت لكي أقدم ذاتي فدية عن الكثيرين من أجل مغفرة الخطايا، وهكذا، وفي النهاية يقول: يسرنا جداً إذا رغبت أيها القارئ العزيز أن أرسل إليك نسخة من الإنجيل باللغة العربية إلى أي عنوان تشاء، وليس هناك أي التزام إطلاقًا من طرفك، مع أطيب تعبيرات المودة، والصداقة، وبالإمضاء: أتباع المسيح عيسى ابن مريم. 

الجواب:

هذا الذي ذكره السائل، وهذه النشرة قد وجد منها، ومن أشباهها الكثير، واهتمت الدولة، والمسؤولين، ولكن المسؤول عنها سمو وزير الداخلية للعناية بهذا الأمر، والحرص على القضاء على هذه النشرات، ومنع دخولها في كل الأسباب التي يستطيعها القائمون على مداخل المملكة.

ولا شك أن هذه من دعواتهم الخبيثة، دعوات النصارى، وهم يكذبون على المسيح كذبًا كثيرًا، كما يكذب اليهود على موسى، وعلى الأنبياء كثيرًا، فاليهود قد قتلوا الأنبياء بغير حق قتلًا، فلا يستنكر أن يكذبوا عليهم، والنصارى جهلة ضلال، كما بين الله عنهم أنهم ضلال، ولهذا يكذبون على غير بصيرة، وبعضهم يكذب عمدًا؛ لإضلال الناس، وبعضهم جاهل يرى أنه مصيب، وأنه محسن، وأن هذا من الدعوة إلى الخير، ويرى أنه من أهل الجنة، وهو ضال مضل، من أهل النار، نعوذ بالله من حالهم.

وما صح عن عيسى -عليه الصلاة والسلام- هو نبي من الأنبياء، ما صح عنه فمعناه أن التمسك بالشريعة التي جاء بها في زمانه، وبعد زمانه إذا جاء محمد -عليه الصلاة والسلام- فسبب لكل خير، وسبب للنجاة، والسعادة في الدنيا، والآخرة، وهذا لا شك فيه، شرائع الأنبياء كلها هدى، وكلها خير، ومن اتبع شريعة موسى في وقته، وبعد وقته قبل أن تنسخ؛ فهو على خير، وهدى.

وهكذا من اتبع شريعة عيسى بعدما بعث عيسى -عليه الصلاة والسلام- وهو جاء يكمل شريعة التوراة من كان على شريعته، واستقام عليها، فهو على خير، وعلى هدى، لكن بعد بعث محمد ﷺ انتهى الأمر، بعدما بعث الله محمدًا ﷺ انتهت شرائعهم، وصار الواجب اتباع هذا النبي -عليه الصلاة والسلام- محمد -عليه الصلاة والسلام- ولم يجز اتباع شريعة موسى، أو عيسى، أو غيرهما؛ لأنها نسخت، فالحق منها÷ نسخ بما جاء به محمد -عليه الصلاة والسلام- وما حرفوه، وبدلوه باطل من أصله.

فلا يجوز لأحد أن يعدل عن شريعة محمد -عليه الصلاة والسلام- بعد بعثه إلى أي شريعة سواها، لا شريعة موسوية، ولا شريعة عيسوية، ولا غير ذلك، بل يجب على جميع أهل الأرض من الجن، والإنس، واليهود، والنصارى، وغيرهم، يجب عليهم جميعاً أن ينقادوا لشريعة محمد -عليه الصلاة والسلام- لأن الله قال: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً [الأعراف:158] وقال قبل هذا: فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف:157]

فالمؤمنون هم أتباع النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- وقال: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً [سبأ:28] فمن حاد عن شريعته بعدما بعثه الله، وبقي على اليهودية، أو النصرانية، أو المجوسية، أو غير ذلك؛ فهو من أهل النار، نعوذ بالله.

قال الله: وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ [هود:17] ومن يكفر به قيل: القرآن، وقيل: النبي ﷺ من الأحزاب، فالنار موعده، وقال النبي ﷺ: والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي، ولا نصراني، ثم يموت، ولم يؤمن بالذي أرسلت به؛ إلا كان من أهل النار فمن بلغه ما جاء به محمد -عليه الصلاة والسلام- ثم أعرض عنه، وبقي على غيره؛ صار من أهل النار، نعوذ بالله.

فهذه النشرة النصرانية الخبيثة، وما جاء في معناها يجب أن تحذر، وأن تمزق إذا وجدها الإنسان، وأن لا يلتفت إليها، بل يمزقها، ويحذرها، ويحذر إخوانه منها، فهم لهم نشاط قبيح كثير في كل مكان في إضلال الناس، وفي دعوتهم إلى النصرانية، وفي تزهيدهم في الإسلام، ودعوتهم إلى الإباحية، وترك الشرائع، والأحكام، فهذا كله من شأنهم من قديم الزمان، وفي هذه الأوقات خاصة، فقد نشطوا في كل مكان، وأقاموا المدارس، وأقاموا المستشفيات، والمستوصفات في كل مكان؛ للدعوة إلى الباطل إلى النصرانية، وللطعن في الإسلام، وللدعوة إلى تركه، هذا من شأن أعداء الله الضلال من النصارى، وغيرهم، فالواجب الحذر منهم!. 

فتاوى ذات صلة