الجواب:
هذا الكلام باطل وليس له أصل، فالله خلق نبينا ﷺ مثل ما خلق بقية البشر من ماء مهين من ماء أبيه عبدالله وأمه آمنة، كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم: ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ [السجدة:8]، ومحمد ﷺ من نسل آدم وجميع نسل آدم كلهم من سلالة ماء مهين.
أما من يرى أنه خلق من النور؛ فهذا لا أصل له، وهو حديث موضوع مكذوب باطل لا أصل له، وبعضهم يعزوه إلى مسند أحمد عن جابر، وهذا لا أصل له، وبعضهم يعزوه لمصنف عبدالرزاق وهذا لا أصل له.
إلا أن الله جعله ﷺ نورًا للناس بما أوحى إليه من الهدى من الكتاب العزيز والسنة المطهرة، كما قال الله : قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ [المائدة:15] هذا النور هو محمد ﷺ وكما قال سبحانه في الآية الأخرى: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا [الأحزاب:45-46]، السراج المنير وهو نور لما أعطاه الله من الوحي العظيم من القرآن الكريم والسنة، فإن الله أنار بهما الطريق وأوضح بهما الصراط المستقيم وهدى بهما الأمة إلى الخير فهو نور وجاء بالنور عليه الصلاة والسلام، وليس معناه أنه خلق من نور[1].
- نشر في جريدة عكاظ، العدد 11914، بتاريخ 24/12/1419هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 25/ 129).