ما حكم استعمال العادة السرية لعلاج الاحتلام؟

السؤال:
لقد سمعتُ في جهاز الراديو عن سؤالٍ سأله سائلٌ ولم يرد عليه، وهو: أنا شابٌّ كثير الاحتلام في الليل، حتى إنه في كلِّ ليلٍ، وقد أشار الطبيبُ عليَّ باستعمال العادة السرية، وبالفعل استعملتُها وخفّ الحال، فما رأي فضيلتكم؟ أفيدونا أفادكم الله.

الجواب:
العادة السّرية لا تجوز، وهي الاستمناء، وهي تُسبب مشاكل كثيرة، وأضرارًا عظيمة، وهي داخلة في قوله جلَّ وعلا: فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:7]، قال سبحانه: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ۝ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ۝ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:5- 7] يعني: الظالمون.
والأطباء ليسوا محلَّ استفتاء، ولا معرفة بالأحكام، وإنما يُخبرون عمَّا يُؤديهم إليه طبُّهم ومعرفتُهم بأمراض الناس ومشاكل الناس المتعلقة بالأمراض التي تعتري الإنسان.
فالواجب على مَن بُلي بكثرة الاحتلام أن يجتهد في أسباب السلامة من ذلك بالمبادرة إلى الزواج إذا قدر، بالصيام كما قال النبيُّ ﷺ: يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء، يبتعد عن أسباب خروج المني، فيبتعد عن مخالطة النساء، أو النظر إليهن، أو التعرض للأسواق التي فيها النساء، يبتعد عن أسباب هذه الفتنة، حتى لا يكثر عليه الاحتلام.
وإذا نام ووضع جسده في الفراش يقرأ ما تيسر: يقرأ آية الكرسي، ويقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين في يديه ثلاث مرات، يمسح بهما على وجهه وصدغيه وما أقبل من جسده، ويقول: "أعوذ بكلمات الله التامَّات من شرِّ ما خلق" ثلاث مرات، "بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ثلاث مرات.
كل هذا من أسباب السلامة من كيد الشيطان، ومن كلِّ ما يضرُّه.
فتاوى ذات صلة