ما حكم الظلم وعاقبة الظالمين؟

السؤال:
فضيلة الشيخ حفظه الله وأطال عمره، ما حكم الشرع في الظُّلم، حيث إن بعض الأشخاص ممن ولَّاهم الله جلَّ وعلا أمورَ المسلمين يظلم مرؤوسَه، ولو أقسم له المظلومُ أنه لم يُخطئ لا يُصدّقه، مُعللًا ذلك بأنه يوجد مَن يُقسم بالله وهو كاذبٌ، وأنه يحتمل أن يكون منهم؟ وجزاك الله  خيرًا في الدنيا والآخرة، وأطال الله عمرك على عملٍ صالحٍ.

الجواب:
الظلم من أقبح الكبائر، وهو ظلماتٌ يوم القيامة كما قاله النبيُّ ﷺ، قال: اتَّقوا الظلم، فإنَّ الظلم ظُلمات يوم القيامة، وقال عليه الصلاة والسلام: يقول الله : يا عبادي، إني حرمتُ الظلم على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تظالموا، ويقول الله في القرآن الكريم في سورة الفرقان: وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا [الفرقان:19]، ويقول: وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ [الشورى:8].
فالظلم شرُّه عظيم، وعاقبته وخيمة.
ويقول النبيُّ ﷺ: كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعِرْضه، ويقول ﷺ في حجّة الوداع: إنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ كحُرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا.
فالوالي عليه أن يتَّقي الله في الرعية، ويُحسن إليها، وأن يُؤدّبها إذا زلَّت وأخطأت، ويُوجّهها إلى الخير، ويأخذ على يد السَّفيه حتى يستقيم، فهو طبيبٌ لهم، ومُؤدِّبٌ لهم، فمَن أساء وجب أن يُوجَّه إلى الخير، وأن يُؤدَّب إذا دعت الحاجةُ إلى تأديبه حتى يستقيم، وحتى يدع العوج والأخلاق الذَّميمة، والتي تجرُّه إلى أسوأ حالةٍ، وإلى عواقب وخيمةٍ، وولي أمره يُلاحظ ذلك منه، ويُعينه على الخُلق الكريم، ويردعه عن الخلق الذَّميم، فإذا كان التأديب في محلِّه؛ لأنَّ الطالب أساء، ولم تنفع فيه النَّصيحة القولية، فالوالي عليه أن يُؤدّب: المدرس والرئيس عليهما أن يُؤدِّبا بما يريانه رادعًا، وهكذا السلطان والأمير وغير ذلك ممن لهم رئاسة، عليهم أن يعملوا ما فيه الصالح لمرؤوسيهم: بالنَّصيحة تارةً، وبالتأديب تارةً، إذا وقع ذلك في محلِّه، أما الظلم فلا.
فتاوى ذات صلة