الجواب:
ثبت عن رسول الله ﷺ في هذه المسائل الثلاث ما يدل على تحريمها والتَّحذير منها: فقال عليه الصلاة والسلام: ثلاثةٌ لا يُكلِّمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يُزَكِّيهم، ولهم عذابٌ أليمٌ: المسبل إزاره، والمنَّان بما أعطى، والمُنَفِّق سلعته بالحلف الكاذب، وقال عليه الصلاة والسلام: ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار رواه البخاري في "الصحيح".
فهذا يُبين لنا أن الإسبال محرَّمٌ، وأنَّ فيه الوعيد، وما ذاك إلا لأنه وسيلة للتَّكبر والتَّعاظم، ولأنه إضاعة للمال، وإفساد له، وإسراف، ولأنه وسيلةٌ إلى تلطخه بالنَّجاسات والأوساخ، فهو محرَّمٌ من وجوهٍ كثيرةٍ:
منها: أنَّ الله جلَّ وعلا بيَّن تحريمه على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام.
ومنها: أنه من الإسراف، والله حرَّم الإسراف.
ومنها: أنه وسيلةٌ إلى التَّكبر والتَّعاظم لمن جرَّه لغير هذا القصد، فإنه وسيلةٌ إلى تعاظمه وتكبُّره على إخوانه، والغالب على مَن جرَّ ثوبه التَّكبر، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: مَن جرَّ ثوبَه خُيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فمع الخُيلاء صار أعظم وأكبر.
أما ما قد يقع من انفلات الثوب وانطلاق خمنته وهو لا يُريد التَّكبر ولا يرضى بالإسبال، بل يتعاهد ثوبه ويرفعه، ولكن قد ينحلّ في بعض الأحيان، ثم يتعاهده ويرفعه؛ ما يضرُّه هذا، لكن مَن يُطلقه عمدًا ويسحبه عمدًا فهذا قد تعمَّد الإسبال، فقد تعرض لغضب الله في هذا ووعيده، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: إياك والإسبال، فإنه من المخيلة، سماه "مخيلةً" يعني: أنه من الكبر، وإن زعم صاحبُه أنه ما أراد الكبر، مع ما فيه من إضاعة المال، وإفساد الملابس بالوسخ والنَّجاسة، ومع ما فيه من الإسراف.
وأما قصّ اللِّحى وحلقها وإطالة السّبالات -وهي الشَّوارب- فقد نبَّه النبيُّ على هذا عليه الصلاة والسلام، وبيَّن حُرمة ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: قصُّوا الشَّوارب، وأعفوا اللِّحَى، خالفوا المشركين متفق عليه في "الصحيحين"، وقال عليه الصلاة والسلام: قصُّوا الشوارب، ووفروا اللِّحَى رواه البخاري في "صحيحه"، وقال: جزوا الشَّوارب، وأرخوا اللِّحى، خالفوا المجوس رواه مسلم في "صحيحه"، وقد جمع ﷺ بين جزِّ الشَّوارب وقصّها، وبين إكرام اللِّحى وإرخائها وتوفيرها، هذا هو الواجب.
ولا ينبغي لعاقلٍ أن يغترَّ بالناس ويقول: الناس فعلوا! فإنَّ مَن قلَّد الناس وقع في المعاطب، فالناس فيهم المشرك والكافر، وفيهم الفاسق، وفيهم الظالم، وفيهم العاقّ لوالديه، وفيهم المرابي، إلى غير هذا، فمَن قلَّد الناسَ وتابعهم هلك.
فالواجب الحذر، الواجب أن يحذر، وألا يتأسَّى بالناس في الباطل، إذا كنتَ مُتأسيًا فعليك بالتأسي بأهل الحقِّ والاستقامة، لا بأهل الباطل، الرسول ﷺ هو أولى بالتأسي، قال الله : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21]، وقال ﷺ: مَن رغب عن سُنتي فليس مني، وهكذا أصحابه بعده وأرضاهم هم قدوة المؤمنين وأسوتهم، فلا يجوز للمؤمن أن يحيد عن سبيل الاستقامة إلى سبيل النَّدامة والانحراف، والله المستعان.
فهذا يُبين لنا أن الإسبال محرَّمٌ، وأنَّ فيه الوعيد، وما ذاك إلا لأنه وسيلة للتَّكبر والتَّعاظم، ولأنه إضاعة للمال، وإفساد له، وإسراف، ولأنه وسيلةٌ إلى تلطخه بالنَّجاسات والأوساخ، فهو محرَّمٌ من وجوهٍ كثيرةٍ:
منها: أنَّ الله جلَّ وعلا بيَّن تحريمه على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام.
ومنها: أنه من الإسراف، والله حرَّم الإسراف.
ومنها: أنه وسيلةٌ إلى التَّكبر والتَّعاظم لمن جرَّه لغير هذا القصد، فإنه وسيلةٌ إلى تعاظمه وتكبُّره على إخوانه، والغالب على مَن جرَّ ثوبه التَّكبر، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: مَن جرَّ ثوبَه خُيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فمع الخُيلاء صار أعظم وأكبر.
أما ما قد يقع من انفلات الثوب وانطلاق خمنته وهو لا يُريد التَّكبر ولا يرضى بالإسبال، بل يتعاهد ثوبه ويرفعه، ولكن قد ينحلّ في بعض الأحيان، ثم يتعاهده ويرفعه؛ ما يضرُّه هذا، لكن مَن يُطلقه عمدًا ويسحبه عمدًا فهذا قد تعمَّد الإسبال، فقد تعرض لغضب الله في هذا ووعيده، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: إياك والإسبال، فإنه من المخيلة، سماه "مخيلةً" يعني: أنه من الكبر، وإن زعم صاحبُه أنه ما أراد الكبر، مع ما فيه من إضاعة المال، وإفساد الملابس بالوسخ والنَّجاسة، ومع ما فيه من الإسراف.
وأما قصّ اللِّحى وحلقها وإطالة السّبالات -وهي الشَّوارب- فقد نبَّه النبيُّ على هذا عليه الصلاة والسلام، وبيَّن حُرمة ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: قصُّوا الشَّوارب، وأعفوا اللِّحَى، خالفوا المشركين متفق عليه في "الصحيحين"، وقال عليه الصلاة والسلام: قصُّوا الشوارب، ووفروا اللِّحَى رواه البخاري في "صحيحه"، وقال: جزوا الشَّوارب، وأرخوا اللِّحى، خالفوا المجوس رواه مسلم في "صحيحه"، وقد جمع ﷺ بين جزِّ الشَّوارب وقصّها، وبين إكرام اللِّحى وإرخائها وتوفيرها، هذا هو الواجب.
ولا ينبغي لعاقلٍ أن يغترَّ بالناس ويقول: الناس فعلوا! فإنَّ مَن قلَّد الناس وقع في المعاطب، فالناس فيهم المشرك والكافر، وفيهم الفاسق، وفيهم الظالم، وفيهم العاقّ لوالديه، وفيهم المرابي، إلى غير هذا، فمَن قلَّد الناسَ وتابعهم هلك.
فالواجب الحذر، الواجب أن يحذر، وألا يتأسَّى بالناس في الباطل، إذا كنتَ مُتأسيًا فعليك بالتأسي بأهل الحقِّ والاستقامة، لا بأهل الباطل، الرسول ﷺ هو أولى بالتأسي، قال الله : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21]، وقال ﷺ: مَن رغب عن سُنتي فليس مني، وهكذا أصحابه بعده وأرضاهم هم قدوة المؤمنين وأسوتهم، فلا يجوز للمؤمن أن يحيد عن سبيل الاستقامة إلى سبيل النَّدامة والانحراف، والله المستعان.