الجواب:
لا حرج في لعنه، ولكن التَّعوذ بالله أحسن، التَّعوذ بالله من الشيطان الرجيم أفضل، وإن لعنه فلا بأس، فقد لعنه النبيُّ ﷺ: جاء في الحديث الصحيح أنَّ الشيطان تفلَّتَ عليه وهو يُصلي، فقال له: ألعنُك بلعنة الله، فإذا لعنه فلا بأس، وإن استعاذ بالله من شرِّه فذلك أفضل، وكلاهما جائزٌ.والشيطان له سلطة على مَن اتَّبعه وتساهل معه، وأما المخلِصون لله والمؤمنون لا سلطانَ له عليهم: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ [الحجر:42]، يقول جلَّ وعلا: إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ [النحل:100]، فالإنسان إذا اعتصم بالله وجاهد لله؛ يسلم من عدو الله، وإذا تساهل وغفل؛ سلّط عليه الشيطان، كما قال الله سبحانه: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف:36]، فإذا غفل وتساهل؛ وسوس له عدو الله، وزيَّن له الباطل، وإذا اجتهد في ذكر الله وطاعة الله وحفظ جوارحه من معاصي الله؛ ابتعد عنه عدو الله: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ.