الجواب:
فيه فائدتان: إثبات الوجه والذات؛ لأنَّ إثبات الوجه إثباتٌ للذات من باب أوْلى، ولكن لشرف الوجه، وقصده سبحانه إثبات الوجه، عبَّر بالوجه ليعلم الناسُ أنَّ له وجهًا ويُؤمنوا بذلك.وقال في الآية الأخرى: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن:27]، ما هو معناه الوجه دون الذات، يعني: وجهه بذاته سبحانه كاملًا، فإنَّ الوجه بدون الذَّات غير صالحٍ، معناه: العدم.
فالحاصل: أنَّ المقصود بهذا إثبات الوجه، وإثبات أمرٍ ثانٍ وهو الذات الكاملة المقدَّسة التي لا يُشبهها شيء، فإنه سبحانه له الكمال المطلق من كل الوجوه، فهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته، وكما بيَّن أنَّ له يدًا، وأنَّ له سمعًا وبصرًا؛ بيَّن أنَّ له وجهًا، وأنه ذو الجلال والإكرام، وأن كلَّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهه، يعني: إلا ذاته، بوجهه الكريم ، وبجميع صفاته: من وجهٍ وسمعٍ وبصرٍ وكلامٍ ويدٍ وقدمٍ، وغير هذا من صفاته سبحانه وتعالى.
س: وسؤال مُرتبطٌ بما سبق، ويقول: فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [البقرة:115]؟
الشيخ: هذا فيه اختلافٌ: منهم مَن قال: المراد بوجهه الوجه المعروف، ومنهم مَن قال: المراد الجهة، أي: فثَمَّ جهة الله؛ لأنَّ العباد في الحقيقة إنما استقبلوا وجهَ الربِّ، وليس المقصود الكعبة، المقصود استقباله سبحانه وتعالى، والكعبة جُعلت لهم عَلَمًا لاستقباله سبحانه وتعالى، فأينما يُولِّي العبدُ فهو إلى جهة الله جلَّ وعلا؛ لأنه محيطٌ بخلقه، فوق العرش .
وقال بعضُهم: فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ يعني: جهة الله، فأنت مستقبلٌ وجهه، إذا خفيتْ عليك القبلةُ فصلِّ حيث كنتَ، اجتهد وصلِّ وأنت إلى جهة الله.
وقال آخرون: معنى فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ أنه أمامك أينما صليتَ، كما في الحديث الصَّحيح: فإنَّ الله قِبَل وجهه إذا صلَّى، فلا ينصرف، بل يستقيم في صلاته، فإنَّ الله قبل وجهه؛ لأنه أينما كنتَ فالله قِبَل وجهك، وهو فوق العرش ، وهو قِبَل وجهك أينما كنتَ ؛ لأنه لا يُشبهه شيءٌ، وليس كمثله شيءٌ، فلا مانع من كونه قِبَل وجهك وأنت في الشام، وأنت في تركيا، وأنت في أمريكا، وأنت في المغرب، في الأقصى، إلى غير ذلك، فهو فوق العرش، فوق جميع الخلق، والمصلِّي إلى وجهه جلَّ وعلا وسبحانه وتعالى.
س: أيضًا يسأل في قوله: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4]، هل هنا تأويل في المعية؟
الشيخ: معناه عند أهل العلم: العلم؛ لأنه فوق العرش جلَّ وعلا عند أهل العلم جميعًا، كما حكاه ابنُ عبدالبر والطلمنكي وغيرهم من أهل العلم، وليس هذا من التأويل، بل هذا هو معناه، ليس معناه: أنه مختلطٌ بالخلق، فمَن قاله كفر، وإنما معناه: أنه فوق العرش، فوق جميع الخلق، وهو يعلمنا ويرى مكاننا، وهو أعلم بنا من أنفسنا، وأعلم بنا من جُلسائنا؛ لأنه لا تخفى عليه خافية .
ولهذا بدأ آية المعية بالعلم، وختمها بالعلم، قال تعالى: لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [التوبة:40]، ليس معناه: أنه معهم في الغار، بل معهم بعلمه وكلاءته وتأييده ونصره: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46]، ليس معناه: أنه معهما عند فرعون، في بيته، وفي مجلسه، بل هو معهما بكلاءته لهما، وحفظه لهما، وتأييده لهما، ونصره لهما، ووضع الخوفَ والجبن والقلق والفزع في قلب فرعون.
س: يقول: هل هذا تأويل؟
الشيخ: ليس من التأويل، هذا معنى المعية.
فالحاصل: أنَّ المقصود بهذا إثبات الوجه، وإثبات أمرٍ ثانٍ وهو الذات الكاملة المقدَّسة التي لا يُشبهها شيء، فإنه سبحانه له الكمال المطلق من كل الوجوه، فهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته، وكما بيَّن أنَّ له يدًا، وأنَّ له سمعًا وبصرًا؛ بيَّن أنَّ له وجهًا، وأنه ذو الجلال والإكرام، وأن كلَّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهه، يعني: إلا ذاته، بوجهه الكريم ، وبجميع صفاته: من وجهٍ وسمعٍ وبصرٍ وكلامٍ ويدٍ وقدمٍ، وغير هذا من صفاته سبحانه وتعالى.
س: وسؤال مُرتبطٌ بما سبق، ويقول: فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [البقرة:115]؟
الشيخ: هذا فيه اختلافٌ: منهم مَن قال: المراد بوجهه الوجه المعروف، ومنهم مَن قال: المراد الجهة، أي: فثَمَّ جهة الله؛ لأنَّ العباد في الحقيقة إنما استقبلوا وجهَ الربِّ، وليس المقصود الكعبة، المقصود استقباله سبحانه وتعالى، والكعبة جُعلت لهم عَلَمًا لاستقباله سبحانه وتعالى، فأينما يُولِّي العبدُ فهو إلى جهة الله جلَّ وعلا؛ لأنه محيطٌ بخلقه، فوق العرش .
وقال بعضُهم: فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ يعني: جهة الله، فأنت مستقبلٌ وجهه، إذا خفيتْ عليك القبلةُ فصلِّ حيث كنتَ، اجتهد وصلِّ وأنت إلى جهة الله.
وقال آخرون: معنى فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ أنه أمامك أينما صليتَ، كما في الحديث الصَّحيح: فإنَّ الله قِبَل وجهه إذا صلَّى، فلا ينصرف، بل يستقيم في صلاته، فإنَّ الله قبل وجهه؛ لأنه أينما كنتَ فالله قِبَل وجهك، وهو فوق العرش ، وهو قِبَل وجهك أينما كنتَ ؛ لأنه لا يُشبهه شيءٌ، وليس كمثله شيءٌ، فلا مانع من كونه قِبَل وجهك وأنت في الشام، وأنت في تركيا، وأنت في أمريكا، وأنت في المغرب، في الأقصى، إلى غير ذلك، فهو فوق العرش، فوق جميع الخلق، والمصلِّي إلى وجهه جلَّ وعلا وسبحانه وتعالى.
س: أيضًا يسأل في قوله: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4]، هل هنا تأويل في المعية؟
الشيخ: معناه عند أهل العلم: العلم؛ لأنه فوق العرش جلَّ وعلا عند أهل العلم جميعًا، كما حكاه ابنُ عبدالبر والطلمنكي وغيرهم من أهل العلم، وليس هذا من التأويل، بل هذا هو معناه، ليس معناه: أنه مختلطٌ بالخلق، فمَن قاله كفر، وإنما معناه: أنه فوق العرش، فوق جميع الخلق، وهو يعلمنا ويرى مكاننا، وهو أعلم بنا من أنفسنا، وأعلم بنا من جُلسائنا؛ لأنه لا تخفى عليه خافية .
ولهذا بدأ آية المعية بالعلم، وختمها بالعلم، قال تعالى: لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [التوبة:40]، ليس معناه: أنه معهم في الغار، بل معهم بعلمه وكلاءته وتأييده ونصره: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46]، ليس معناه: أنه معهما عند فرعون، في بيته، وفي مجلسه، بل هو معهما بكلاءته لهما، وحفظه لهما، وتأييده لهما، ونصره لهما، ووضع الخوفَ والجبن والقلق والفزع في قلب فرعون.
س: يقول: هل هذا تأويل؟
الشيخ: ليس من التأويل، هذا معنى المعية.