الجواب:
لا يجوز للشابِّ، ولا غير الشابِّ، لا يجوز له السُّكوت، بل يُنكر حسب طاقته، سواء كان شابًّا أو فتاةً أو كهلًا أو شيخًا أو عجوزًا، على الجميع الإنكار، والله يقول جلَّ وعلا في كتابه العظيم: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71]، فجعل هذا الخُلُق من أخلاق المؤمنين والمؤمنات جميعًا، قال سبحانه: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران:110]، ولعن كفَّار بني إسرائيل لتضييعهم هذا الواجب، فقال سبحانه: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ [المائدة:78- 79].وقال النبيُّ ﷺ: إنَّ الناس إذا رأوا المنكر ولم يُغيِّروه أوشك أن يعمَّهم الله بعقابه خرجه الإمام أحمد بإسنادٍ صحيحٍ عن الصديق ، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: مَن رأى منكم مُنكرًا فليُغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان خرجه مسلمٌ في "صحيحه" عن أبي سعيدٍ الخدري .
فعلى الشابِّ وعلى غيره الإنكار حسب الإمكان، بالأسلوب الحسن، والطريقة المناسبة التي يراها أنجع وأنفع: على أبيه، وعلى أمه، وعلى إخوانه وأخواته، وأخواله وأعمامه، وغيرهم، على أهل بيته بالطريقة التي يراها أنجع، مع الأب لها حال، ومع الأم لها حال، ومع الأخوال والأعمام لها حال، ومع الإخوة لها حال، ومع الزوجة لها حال، ويحرص على أن يكون معه غيرُه من إخوته يُساعدونه إذا هداهم الله، حتى تكون الكلمةُ واحدةً، لكن بالأسلوب الحسن، ولا سيما مع الوالدين، يتأدَّب مع الوالدين، ولا يتكلم إلا بكلامٍ طيبٍ ومعقولٍ؛ لأنَّ الله قال في حقِّ الكافِرَيْنِ: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15]، فكيف بالمسلِمَيْنِ؟!
يا أبتِ كذا، يا أمي، يا أماه كذا وكذا، هذا لا يجوز، وأنا أخاف عليكما من سخط الله، أخاف عليكما من عقوبة ذلك، فيما يرى من المنكر: كالتَّخلف عن الصَّلوات، سماع الأغاني والملاهي، السَّبّ والشَّتم، إلى غير هذا من المنكرات، ولا يغفل، ولا يسكت، ولكن بالحكمة، والكلام الطيب، والأسلوب الحسن، وتحري الأوقات المناسبة، فإذا أمكن أن يكون معه غيرُه من خالٍ أو خالةٍ، أو عمٍّ أو عمَّةٍ، أو أخٍ يساعد معهم يكون ذلك أنفع.