كيف يُنصح الشباب بالتثبت وتجنب الاندفاع؟

السؤال: 

نلاحظ هذه الأيام تزايد نشاط أعداء الله من العلمانيين وغيرهم لكيد شباب الصَّحوة، ولكن لا بدَّ للشباب من التَّثبت والركود وحساب كل شيءٍ، حتى لا يُستدرجوا إلى ما لا تُحمد عقباه، نرجو من سماحتكم توجيه النَّصيحة إلى إخواننا في ذلك؟

الجواب:

نعم، يجب على الشباب وغير الشباب، يجب على أهل العلم، وعلى كل مؤمنٍ التَّثبت في الأمور وعدم العجلة، وهكذا يجب على كل مؤمنةٍ التَّثبت في الأمور وعدم العجلة، فإذا رأى ما يُخالف الشرع المطهر أو سمع به أنكره حسب طاقته مع الشخص، ينصحه، المرأة مع المرأة ومع غيرها تنصحها، المرأة تنصح وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر كالرجل، مع أخيها، ومع أبيها، ومع أولادها، ومع جيرانها، ومع غيرهم، المؤمنون شيءٌ واحدٌ، المؤمنون إخوة: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71]، والعَجَلة شرُّها عظيم، وعاقبتها وخيمة، وفي الحديث: العَجَلة من الشيطان، وفي الحديث الصحيح: مَن يُحرم الرفق يُحرم الخير كله.
فالواجب على مَن رأى شيئًا من المنكر في الطريق أو في السوق أن يُنكره بالكلام الطيب: يا عبدالله، يا أمة الله، هذا لا يجوز، الواجب عليك يا عبدالله كذا، الواجب عليكِ يا أمة الله كذا، هدانا الله وإياكم، وفَّقنا الله وإياكم؛ لأنَّ هذا يُقرّب القلوب ويدعوها إلى القبول، أما: يا فاجر، يا خبيث، يا كذا، هذا يُسبب النّفرة والشَّحناء، وربما أفضى إلى المجادلة والمقاتلة.
فالواجب على المؤمن والمؤمنة في مثل هذا المقام الرفق والحكمة: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وهي العلم وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ الترغيب والترهيب وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] عند الشُّبهة، والجدال بالتي هي أحسن حتى ولو كان كافرًا، بالتي هي أحسن، قال تعالى: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا [العنكبوت:46]، إلا مَن ظلم وتعدَّى عليك وسبَّك، هذا ترفع بأمره، تشكوه إلى ولاة الأمور حتى يأخذوا حقَّك منه، حتى لا تكون فتنة.
والمقصود من هذا كله أن الواجب التناصح، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بالحكمة، والكلام الطيب، والأسلوب الحسن، لا بالعنف والشدة، ولا بالألفاظ القبيحة الشنيعة المنفرة.
فتاوى ذات صلة