ما النصيحة المناسبة بحُسن الخلق في الدعوة؟

السؤال: 

يشتكي كثيرٌ من إخواننا المسلمين من بلاد شرق آسيا وشبه القارة الهندية من سُوء معاملة الشباب المُلتزم لهم، وأخشى أن يكون ذلك سبب احتقارهم لهم وعدم احترامهم، مع أنهم مسلمون، وقد نهى النبيُّ ﷺعن ذلك، نرجو من سماحتكم التَّوجيه.

الجواب:

الواجب على الدُّعاة إلى الله في أي مكانٍ، سواء كانوا شبابًا أو شيبًا أو كهولًا، الواجب عليهم أن يرفقوا بالناس، وألا يحتقروهم، بل عليهم أن يُعلِّموهم ويُرشدوهم ويرحموهم، لعلهم يقبلون منهم، ولعلهم يهتدون، يقول النبيُّ ﷺ في الحديث الصحيح: مَن يُحْرَم الرفق يُحرم الخير كله، ويقول عليه الصلاة والسلام: إنَّ الرفقَ لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزع من شيءٍ إلا شانه، ويقول عليه الصلاة والسلام: اللهم مَن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به، اللهم مَن ولي من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم فاشقق عليه.
فالواجب على الدعاة أن يرفقوا بالكافر والعاصي، ولا يعجلوا، ولا يعنفوا، بل بالدَّعوة بالتي هي أحسن، بالرفق، بالحكمة، والدعاء له بالهداية، لعله يستجيب، يقول الله سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]، ويقول سبحانه: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ يعني: اليهود والنَّصارى إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت:46] يعني: الظالم المتعدي يُعامل بما يستحقّ، أما ما دمت تدعوهم ولم يظلموك فجادل بالتي هي أحسن، وارفق بهم.
وقال جلَّ وعلا في وصف نبيه محمد ﷺ: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159]، ولما بعث الله موسى وهارون إلى فرعون قال لهما: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44].
فالواجب على الدُّعاة إلى الله في باكستان، أو في بنغلاديش، أو في الهند، أو في أي مكانٍ، أو في المملكة هنا، أو في أي مكانٍ: الرفق، والكلام الواضح الطيب، والجدال بالتي هي أحسن، والدعاء لهم بالهداية، جاء رجلٌ إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، إنَّ دوسًا قد عصت وأبت الإسلام، فادع عليهم، فقال ﷺ: اللهم اهدِ دوسًا وائتِ بهم، اللهم اهدِ دوسًا وائتِ بهم، فهداهم الله وجاءوا إلى المدينة مسلمين؛ فلا بد من الرفق.
فتاوى ذات صلة