معنى قوله تعالى: {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ}

السؤال: 

قال تعالى: سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ [الحج:25]، ما معنى هذه المُساواة؟ وفي أي شيءٍ تكون؟

الجواب:

على ظاهرها، يعني: أن البادي: الذي قدم إلى مكة، والعاكف فيه: المقيم فيها، هم سواء في وجوب احترام هذا المكان وتطهيره، وأنهم على خيرٍ عظيمٍ فيما يُؤدون من أعمالٍ وطاعات وعبادات، وأنه لا يجوز إيذاؤهم، بل يجب احترامهم، والكفّ عن أذاهم؛ لأنهم وفود بيت الله، وجيران بيته، هذا وافدٌ، وهذا جارٌ، إلا إذا اقتضت المصلحة الشرعية إبعاد أحدٍ لكونه ألحد في الحرم، أو يحصل به الأذى، أو لمصالح أخرى تقتضي أن يرجع إلى بلاده؛ لئلا يكثر المقيمون في مكة كثرةً تمنع من أن يتيسر لهم ما يقوم بحالهم ويُغنيهم عن غيرهم، فلهذا للدولة أن تأمر الحجاج بالرجوع إلى بلادهم بعد فراغهم من حجِّهم وأدائهم مناسكهم، لكن مَن أقام فيها عاكفًا أو من أهلها وأمكن بقاؤه ليتعبَّد، وليس منه أذى، هم سواء مع إخوانهم المقيمين السَّابقين.
فتاوى ذات صلة