الجواب:
على ظاهر الآية، الإلحاد: الميل عن الحقِّ، يُقال: "ألحد" إذا مال، ومنه تسمية اللَّحد في القبر؛ لأنه في الجانب الذي في جهة القبلة، سُمِّي: لحدًا، والملحدون هم الذين مالوا عن الحقِّ والصواب إلى الكفر والضَّلال، أو إلى المعصية.فالملحد في الحرم: هو العاصي والكافر، فمَن همَّ فيه بإلحادٍ بظلمٍ فهو متوعَّدٌ بالعذاب الأليم، ولهذا قال: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ، يُرِد: مُضمن معنى: يهمّ ويقصد، فإذا همَّ بالإلحاد فله الوعيد، فكيف إذا فعل؟! إذا كان مجرد الهمّ يستحق به الوعيد، وإذا فعل ذلك كان أشدَّ وأخطر وأعظم.
والإلحاد يشمل المعاصي وأنواع الكفر: الزاني في الحرم مُلحد، والمغتاب مُلحد، والنَّمَّام في الحرم ملحد، والذي يدعو غير الله مُلحد أعظم إلحادٍ، والذي يُرابي في الحرم مُلحد، والذي يعقّ والديه مُلحدٌ، والذي يقطع رحمه مُلحدٌ، وهكذا سائر المعاصي، لكن تتفاوت، الإلحاد يتنوع، بعضه أكبر من بعضٍ -نسأل الله العافية.
س: هو يسأل: الضمير "فيه" الحرم: المسجد أو الحرم؟
الشيخ: الحرم كله، جميع الحرم، ما هو المسجد، جميع الحرم.