ما الموقف الصحيح من الجماعات المختلفة؟

السؤال: 

هل الواجب علينا العمل على إلغاء هذه الجماعات التي شتت الشملَ وصارت فوضى؟

الجواب:

الواجب السعي في إلغائهم حتى يكونوا كتلةً واحدةً، وحتى تكون دعوتهم واحدةً، فعلى ولاة الأمور وعلى أهل الحل والعقد أن يتوسَّطوا بالطرق الشرعية حتى تجتمع كلمتُهم، وحتى يزول الخلافُ بينهم؛ لأنَّ الخلاف يضرّ المدعوين: لا يدرون مَن معه الحق؟!
س: بالنسبة للجماعات التي تنتمي إلى الكتاب والسنة، والذي دخل الشيطانُ بينهم وافترقوا، كلهم يُعادون على حسب جماعتهم، ويُوالون على حسب جماعتهم، ثم يسُبّ بعضُهم البعض؟
ج: مثلما قلنا: الواجب على أهل العلم وعلى القادة أن يحلوا مشاكلهم، وأن يجمعوهم، ويُزيلوا ما بينهم من الإشكال، حتى تكون كلمتهم واحدةً، وإلا فهذا شرٌّ عليهم وعلى غيرهم، والله يقول: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران:105]، فلا بدّ من الاجتماع، يقول سبحانه: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103]، يجب الاجتماع والتعاون، ويجب على السلطة الحاكمة وعلى أهل العلم أن يبذلوا وسعهم في جمع الفرق، ثنتان أو ثلاث فرق أو أربع يجمعوهم حتى يُزيلوا الخلافَ الذي بينهم، حتى لا تكون شبهةً للجُهَّال.
س: بالنسبة للاجتماع: كيف في مثل هذه الحالة للإنسان أن ينتمي إليهم؛ لأنَّه يكون هناك بغضٌ فيما بينهم، كل واحدٍ يبغض الثاني؟
ج: يجب أن ينتموا إلى الكتاب والسنة، للإسلام، لا ينتموا لزيدٍ ولا لعمرٍو، يجب أن يكونوا كلهم تبعًا للكتاب والسنة، وخَدَمًا للكتاب والسنة، ولا يتعصَّب لرئيسه، ويرحل لرئيسه، ولا يتشبَّهون بالمنافقين، أو بالخوارج، أو بالمعتزلة، لا، الواجب أن يكون هدفهم اتِّباع الكتاب والسنة، ليس لهم هدفٌ سوى هذا.
س: أعني يا شيخ: الشخص الفردي من المسلمين إذا حصلت مثل هذه الحالة كيف يكون موقفه؟ هل ينتمي إلى الأولى أم إلى الثانية أم إلى الثالثة أو يكون محايدًا؟
ج: يسأل مَن يطمئن إليه حتى يعرف الحق، يسأل العلماء الذين يطمئن إليهم، ولو بالسفر من بلدٍ إلى بلدٍ، حتى يسأل: مَن الحق معه؟ ما هو الحق؟ ما هو الطريق؟ ما هو السبيل؟ حتى يُدَلَّ على الخير، لا بد أن يسأل.
فتاوى ذات صلة