ج: بسم الله، والحمد لله: تلبس الجني بالإنسي أمر معلوم وواقع، وأدلته كثيرة من الكتاب والسنة، منها: قوله سبحانه: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ الآية [البقرة: 275] ومنها: قوله جل وعلا: فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ [الطور: 29] أوضح سبحانه في هذه الآية: أن نبيه ﷺ ليس بكاهن ولا مجنون.
فدل ذلك على أن الكهانة والجنون موجودان وأن الرسول ﷺ منزه عنهما، والآيات في هذا المعنى كثيرة. وهكذا الأحاديث عن النبي ﷺ في هذا المعنى كثيرة، ومنها: حديث المرأة التي شكت إلى النبي ﷺ أنها تصرع وطلبت من النبي ﷺ أن يدعو لها فقال لها: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت لك فقالت: يا رسول الله إني أتكشف فادعوا الله ألا أتكشف؟ فدعا لها عليه الصلاة والسلام. ومنها: قوله ﷺ: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم متفق على صحته.
وبهذا يعلم أنه لا يجوز إنكار تلبس الجني بالإنسي؛ لأن ذلك مكابرة للواقع ومخالفة للأدلة الشرعية، ولكن كثيرًا من الناس قد يصاب بصرع من غير جن؛ لأمراض تصيبه في رأسه أو غيره فيظن هو أو غيره أنه مجنون وليس بمجنون، وقد نبه على ذلك العلامة: ابن القيم رحمه الله وغيره، وقد شاهدنا ذلك من بعض الناس، وعولج بالكي في رأسه فزال عنه ما أصابه من الخلل في عقله، والواقع من ذلك كثير. نسأل الله العافية والسلامة[1].
فدل ذلك على أن الكهانة والجنون موجودان وأن الرسول ﷺ منزه عنهما، والآيات في هذا المعنى كثيرة. وهكذا الأحاديث عن النبي ﷺ في هذا المعنى كثيرة، ومنها: حديث المرأة التي شكت إلى النبي ﷺ أنها تصرع وطلبت من النبي ﷺ أن يدعو لها فقال لها: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت لك فقالت: يا رسول الله إني أتكشف فادعوا الله ألا أتكشف؟ فدعا لها عليه الصلاة والسلام. ومنها: قوله ﷺ: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم متفق على صحته.
وبهذا يعلم أنه لا يجوز إنكار تلبس الجني بالإنسي؛ لأن ذلك مكابرة للواقع ومخالفة للأدلة الشرعية، ولكن كثيرًا من الناس قد يصاب بصرع من غير جن؛ لأمراض تصيبه في رأسه أو غيره فيظن هو أو غيره أنه مجنون وليس بمجنون، وقد نبه على ذلك العلامة: ابن القيم رحمه الله وغيره، وقد شاهدنا ذلك من بعض الناس، وعولج بالكي في رأسه فزال عنه ما أصابه من الخلل في عقله، والواقع من ذلك كثير. نسأل الله العافية والسلامة[1].
- نشرت في مجلة الدعوة في العدد (1416) بتاريخ 7/6/1415 هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 383/8).