الإنكار على محمد علوي المالكي وبيان عقيدته

السؤال:

إن كثيرًا من طلاب العلم في هذه الآونة من الزمان يقولون: إن الذي يستمع في ليلة مولد الرسول، ويداوم كل سنة على قراءة القصائد، والمدائح، وغيرها من أنواع الاحتفالات، دون وجود الاختلاط مع النساء، المقصود أنهم يقولون: إن هذا المبتدع لا يأثم، وإن علماء نجد أشد الناس تشددًا في تبديع هذه الأمة، وإنهم بلغ بهم ذلك في تكفير المالكي الذي رد عليه ابن منيع، نرجو الجواب من سماحة الشيخ فإنا بحاجة إليه حاجة ماسة؟

الجواب:

علماء نجد، وعلماء السلف، إنما قالوا ما بلغهم عن الله، وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام- ومعهم في هذا علماء القرون الثلاثة، القرون الثلاثة كلهم على هذا المنهج العظيم، وهو اتباع الرسول ﷺ ونبذ البدع، وعدم إحداث مولد، ولا غيره، ثم تابعهم أهل العلم والإيمان، بعد ذلك تابع أهل السنة والجماعة وأصحاب النبي ﷺ تابعهم أهل الإيمان في القرون كلها الأخيرة، وعلى رأسهم في القرن الثامن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - فإنه بين في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم أن الاحتفال بالموالد من البدع المنكرة، كما بين بدعة الاحتفال بالرغائب، الرغائب في رجب، وغير ذلك، وهكذا الإمام الشاطبي -رحمه الله- بين بدعة المولد، وهكذا غيرهم من أئمة الإسلام الذين عرفوا هذه المسألة، وسمعوا بها، ووفقوا لمعرفة الحقيقة، بينوا أنها بدعة، لا يجوز فعلها، ولا إقرارها.

والذين تساهلوا في ذلك إنما تساهلوا ظنًا منهم أن ذلك لا بأس به، ولم يتفطنوا للأصول المتبعة، والأدلة الصحيحة الصريحة في تحريم البدع، بل غلب عليهم تقليد غيرهم من آبائهم، وأسلافهم، والناس إذا عاشوا في شيء؛ ظنوه طيبًا، وظنوه سنة؛ لأنهم عاشوا عليه، ودرجوا عليه مع أسلافهم، فيصعب عليهم بعد ذلك إنكاره وقد عاشوا عليه، ولو كان بدعة منكرة، حتى إن من عاش على الشرك أقروا الشرك، ورضوا به؛ لأنهم عاشوا عليه، وبنوا به، فتجدهم عند القبور يستغيثون بأهل القبور، ويقولون: يا سيدي فلان انصرني، واشف مريضي، وأنا في جوارك، ويروا أن هذا دينًا، وهو الشرك الأكبر -نعوذ بالله- لأنه عاش عليه، وأدرك عليه آباءه، وأسلافه.

وفي هذا الزمان في الآونة الأخيرة منذ سنتين أو ثلاثٍ ألفَ المدعو محمد علوي المالكي، وكان شابًا، وكان يرجى فيه قبل ذلك العلم والخير، ولكنه أخيرًا أظهر شيئًا ما كنا نظن أنه يظهره، فأظهر أنواعًا من الشرك، وأنواعًا من البدع، وألف كتابا سماه "الذخائر المحمدية" فأوجد فيه أشياء تدل على جهله بالتوحيد، وجهله بالسنة، ولذلك رد عليه أهل العلم، وردت عليه هيئة كبار العلماء، ورد عليهم غيرهم من إخواننا في مصر، وغير مصر من أهل العلم، والإيمان، وذلك أنه...  بل يعطيها من يشاء  وجعل هذه المواليد من السنن، وجعل من جهله ليلة المولد أفضل من ليلة القدر، هذا يقوله عاقل؟! جعل ليلة المولد ليلة اثنا عشر من ربيع أول أفضل من ليلة القدر التي قال فيها الرب : لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3] فجعل الليلة التي أنزل الله فيها القرآن، وجعلها أفضل ليلة، جعل المولد أفضل منها، وسبقه إلى هذا بعض الجهال من بعض المغاربة.

فهذا كله يدل على الجهل العظيم المطبق، والبعد عن معرفة الدين على الحقيقة، فلهذا رددنا عليه، ورد عليه غيرنا من أهل العلم لأجل إيضاح الحق، وبيان الهدى، وطالبنا من الدولة -وفقها الله- أن تمنعه من الحديث في المسجد الحرام، وفي الإذاعة، وفي غير ذلك حتى يعلن توبته، وحتى يبين رجوعه عن هذا الباطل؛ لئلا يغتر به الناس، ولئلا يُعلّم الطلبة الشرك بالله الأكبر، والبدع المنكرة، فهذا الذي جرى من هذا الرجل وألفت فيه المؤلفات في بيان هذا الباطل، وهو رد عليه، وعلى غيره من أشباهه، ليس ردًا عليه وحده، بل رد عليه وعلى أشباهه، ولا نزال نطالب، ولا نزال نطلب من ولاة الأمور أن يمنعوه من التدريس في المسجد الحرام، وفي الإذاعة، وفي التلفاز، وفي الصحف؛ حتى يعلن توبته إلى الله من هذا الشرك الذي وقع فيه، فإن أعلن توبته من الشرك، والبدع؛ فلا بأس إذا أعلن ذلك، فهو أخونا في الله، ومتى لم يعلن ذلك؛ فنحن براء منه، ونشهد الله على أنه ضل عن السبيل، وكفر بالله بعد الإيمان، على ما أحدث من الضلال في كتابه العظيم، ونسأل الله العافية. 

والنبي ﷺ يقول: من بدل دينه فاقتلوه هكذا قال النبي ﷺ وقد جاء معاذ ذات يوم إلى أبي موسى في اليمن، والرسول ﷺ بعث أبا موسى إلى اليمن داعيًا، ومعلمًا، ومرشدًا، وبعث معاذًا أيضًا إلى اليمن، وقدر أن أبا موسى بُلغ عن اليهودي، أسلم ثم ارتد، فدعاه أبو موسى، واستتابه ليرجع إلى الإسلام؛ فأبى، وجيء به مقيدًا ليقتل، إن لم يتب يقتل، فجاء معاذ، فقال: ما هذا المقيد؟ قالوا: هذا رجل أسلم، ثم ارتد إلى دينه الباطل اليهودية، فقال معاذ: لا أنزل من بين دابتي حتى يقتل، قضاء الله ورسوله، فقال أبو موسى: إنما جئنا به ليقتل، جئنا به ليقتل إن لم يتب، قال: ما أنزل حتى يقتل ما دام، ما أعلن التوبة، لا أنزل حتى يقتل، قضاء الله ورسوله. 

فالردة عن الإسلام بين المسلمين شأنها خطير، شأنها عظيم، ونشر الكفر بن بين الناس بالكتب شأنه خطير، وبلاؤه عظيم، فعلوي، أو غير علوي من الناس زيد، أو عمرو إذا أظهر الكفر بالله، وراءه بدع وجب أن يؤخذ على يديه، ووجب أن يمنع، ولو كان من أولاد الأنبياء، ولو كان من أولاد الحكومة، ولو كان العلماء الكبار، ولو كان من أعيانهم، فإن ارتد عن دينه، وأظهر الكفر؛ وجب أن يؤخذ على يديه كائنًا من كان، سواء كان زيدًا، أو عمرًا، والله المستعان، نعم نسأل الله أن ينصر دينه، وأن يعلي كلمته، وأن يهدي ضال المسلمين جميعًا.

فتاوى ذات صلة