حكم قول: الكافر أحسن من المسلم

السؤال:

لقد شاع بين الناس في هذا الزمان، وخاصة أصحاب الأعمال كلمة: أن الكافر أحسن من المسلم، وهذا غير صحيح حتى أن معظم الشركات أصبحت تقتصر على الكافرين، دون المسلمين، وهذا شيء خطير، نرجو من سماحتكم تعميم خطبة جمعة تكون كافية للرد على مثل هؤلاء الجهلاء الذين يعتنقون الإسلام اسمًا، حتى يعلم الجميع خطر هذه الكلمة، خاصة أن خطبة الجمعة يحضرها كل الناس؟ 

الجواب:

هذا تقدم في المحاضرة الماضية للشيخ، صالح الفوزان التنبيه على هذا الأمر، في المحاضرة السابقة في ليلة الجمعة الماضية، وأن ما يقول بعض الناس: أن الكافر أحسن من المسلم، أو أن النصارى أحسن من المسلمين، أن هذا ردة عن الإسلام -نعوذ بالله- هذه شره عظيم، من قال: إن الكفار أحسن من المسلمين؛ فقد شابه اليهود في قولهم للكفرة: أنتم أهدى سبيلاً من محمدٍ وأصحابه، هذا منكر كبير، وإن كان الكافر قد يجتهد في تجديد بضاعته، وتسويق سوقه للصدق في بعض المسائل، لكن عنده من الكفر والضلال والفساد العظيم ما يدل على خبثه، وضرره، وفساده، وأنه من أنجس العباد، ومن أشر العباد. 

فالمسلم وإن كان عنده شيء من المعاصي، فهو أفضل بكثير من الكافر؛ لأن عنده الإيمان بالله، ورسوله، عنده توحيد الله، فهو خير من الكافر من وجوه كثيرة، وإن كان عنده بعض المعاصي، التي خالف فيها دينه، فالإسلام ينهاه عن المعاصي، وينهاه عن الخيانة، وينهاه عن الكذب، لكن ليس الكفار أحسن منه! بل هو أحسن، وأهدى سبيلاً من الكفار، وإن كان عنده ما عنده من المعاصي، لكن الواجب عليه أن يتقي الله، وأن يحذر المعاصي، والكذب، والخيانة.

وإذا كان الكافر قد يجتهد في الصدق، أو في تحسين البضاعة، أو في جودة الصنعة، لحظه العاجل، ولدنياه العاجلة، فلا يجوز لك أيها المسلم أن تتساهل في هذا حتى لا تكون سبة على المسلمين، بل يجب عليك أن تجتهد أيضًا أنت في إتقان الصنعة بالأمانة، وعدم الخيانة، بالصدق، وعدم الكذب، حتى لا تفتح بابًا للشر على المسلمين، بل يجب عليك أن تحذر غاية الحذر من كل ما حرم الله -عز وجل- لكن لا يجوز لأحدٍ من المسلمين لهذا أن يقول: إن الكفار أحسن من المسلمين، أو أهدى من المسلمين، أو أصدق من المسلمين، هذا كله باطل، كله منكرٌ عظيم، ومن قال هذا بإطلاق؛ فقد كفر، نسأل الله العافية.

هذا بلاء عظيم، نعوذ بالله! ثم لا يجوز توريد الكفار لهذه الجزيرة، ولا يجوز استخدامهم للخدمة، نساء، أو رجالًا، ولا للعمل، هذه الجزيرة يجب أن تتطهر من الكفرة، يجب أن يبعد عنها الكفار، ولا يستورد لها، ولا يستخدم لها إلا المسلمون، مع التحري -أيضًا- في المسلمين مع التحري، والحذر، حتى لا يستخدم إلا مسلمٌ طيب، أو مسلمة طيبة عند الحاجة إلى ذلك.

أما استخدام اليهود، أو النصارى، أو البوذيين، أو غيرهم من الكفرة، فهذا كله منكر لا يجوز في هذه الجزيرة، الرسول -عليه الصلاة والسلام- أوصى بإخراج المشركين من هذه الجزيرة، وقال: لئن عشت لأخرجن اليهود والنصارى منها حتى لا أدع إلا مسلمًا ثم أوصى بذلك عند موته -عليه الصلاة والسلام- فأجلاهم عمر بعد ذلك.

فالمقصود: أن هذه الجزيرة هي حمى الإسلام، وهي مهد الإسلام، لا يجوز أن يقر فيها دينٌ ثانٍ، لا يجوز أن يبقى فيها دينان أبدًا، بل لا يبقى فيها إلا دينٌ واحد، ولا يجوز استقدام الكفرة إليها، اللهم إلا عند الضرورة من طريق ولاة الأمور في شيء ينفع المسلمين، وفي ضرورة للمسلمين كمهندس يحتاج إليه، أو طبيب يحتاج إليه بصورة قليلة نادرة عند الضرورة، كما أقر النبي ﷺ اليهود في خيبر لحاجة، ثم أجلاهم عمر بعدما أوصى النبي بإخراجهم عليه الصلاة والسلام.

المقصود: أن هذا أمرٌ خطير جدًا يجب الحذر منه.

السؤال: الخليج مليان بالكنائس؟

الجواب: كذلك داخلة في الجزيرة نعم، ولا يجوز، واليمن داخلة في الجزيرة على الصحيح، لا يجوز أن تبنى فيها الكنائس، ولا أن تفتح فيها مدارس النصارى، ولا يقر فيهم استخدامهم، وإن فعل هؤلاء المقصرون، ويتساهل بعض الأمراء، فعملهم ليس بحجة. 

فتاوى ذات صلة