الجواب:
مثلما جاء في هذا الحديث: التمتع بملذَّاتها ونعيمها، والله المستعان، والله أعلم، هذه رواية ابن أبي الدنيا، يقول المنذري: بسندٍ حسنٍ والله أعلم، قد يحتجّ له بقوله جلَّ وعلا: وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا [الأحقاف:20].
ويُروى عن عمر: أنه رأى جابرًا معه شيء من لحمٍ اشتراه للأهل، فقال: أوكلّما اشتهيتُم اشتريتُم؟! أما سمعتَ الله يقول لقومٍ: أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا؟
المقصود أنه ينبغي للإنسان أن يفعل بعض الشيء من جهة التَّقلل، ومن جهة الزهد في بعض الشيء؛ حتى يُعوّد نفسه القناعة، لا يكون دائمًا دائمًا على شراء الملذات والطيبات، بل بعض الأحيان يتقشَّف بعض الشيء، ويتخفف بعض الشيء؛ حتى لا تعتاد النفسُ الرغبة في هذه الأشياء التي تُعتبر من ملذَّاتها العاجلة، ومن مشاغلها العاجلة، ومن التَّكلف حتى يحتاج إلى أموالٍ كثيرةٍ ربما سببت له الوقوع في أكسابٍ ما هي طيبة، أو اقتراض قد يشقّ عليه دفعه، وأما إذا يسَّر الله فالأمر واسعٌ بحمد الله، مثلما قال جلَّ وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172]، الأمر واسع، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون:51]، فإذا كان عن يسرٍ، وعن عدم تكلُّفٍ؛ فالحمد لله.