سبب اقتران الشهادتين في ركن واحد

السؤال:

لماذا قرنت الشهادتان في ركن واحد من أركان الإسلام، بالرغم أن المراد اثنان هما الألوهية لله، والرسالة لمحمد؟

الجواب:

لا بد من هذا وهذا، لا بد من الشهادتين، لكن مقام الشهادة لله الوحدانية أعظم، وأهم، وأكبر، لأن كثيرًا من الناس لا يشق عليهم أن يقولوا: محمد رسول الله، ويقرون بالرسالة، لكنهم لا يطبقون معنى لا إله إلا الله، فلهذا نبه الإخوان على هذه الكلمة بالشهادة فيها، ويأتي مزيد التنبيه على شهادة أن محمدًا رسول الله في الندوات الأخرى. 

لكن هذه الكلمة مع الرسل كلهم، ما هو مع محمد وحده، مع نوح، مع آدم، ومع هود، ومع صالح، ومع إبراهيم، ومع لوط، ومع من بعدهم من الأنبياء: موسى، وهارون، وعيسى، وداود، وسليمان، وغيرهم من الرسل، والأنبياء، هذا .. فتحقيق هذا شيء لا بد منها من عهد آدم إلى يومنا هذا، لا بد من تحقيق لا إله إلا الله، ولا بد من معرفة معناها، والقيام بحقها، وإخلاص العبادة لله وحده في كل زمان، من عهد آدم إلى يومنا هذا.

وعلى أمة محمد ﷺ مع ذلك أن يؤمنوا بمحمد ﷺ مع بقية المرسلين، كما أن على من كان في عصر آدم، كون أبينا آدم نبيا -عليه الصلاة والسلام- مبعوثا إليهم، مرسلًا إليهم، ويأخذون بشريعته، كما أن على من كان في عهد نوح أن يؤمنوا بنوح مع توحيد الله، وعلى من كان في عهد هود أن يوحد الله، ويصدق هودًا، ويتبع شريعته، وهكذا من كان في عهد صالح يوحد الله، ويؤمن بهذه الكلمة، ويصدق صالحًا في ما جاء به، ويتبع شريعته، وهكذا من كان في عهد إبراهيم، وعهد لوط، وعهد موسى، وهارون، وغيرهم، كل أمة عليها أن تؤمن برسولها مع توحيد الله، ومع الإخلاص لله. 

وعلى الأمة الأخيرة أمة محمد -عليه الصلاة والسلام- عليها أن توحد الله، وعليها أن تصدق رسولها محمداً ﷺ وتنقاد لشريعته، لا بد من هذا وهذا، لا بد من الشهادتين، لا تكفي إحداهما عن الأخرى، فلو وحد الله، وعبده وحده، وترك المعاصي، ولكنه لا يؤمن بأن محمدًا رسول الله؛ فهو كافر، حلال الدم، والمال عند جميع أهل العلم، فلو صدق الرسول ﷺ وآمن به، وقال: إنه رسول الله، ولكنه لم يأت بمعنى لا إله إلا الله، لم يعبد الله، بل عبد معه سواه، أو سب الله، أو فعل ما يوجب نقض إسلامه؛ لم تنفعه شهادة أن محمدًا رسول الله، فلا بد من الشهادتين، ولا بد من تحقيقهما والعمل بمقتضاهما، ثم العمل بعد ذلك بالصلاة، والزكاة، وغير ذلك.

فتاوى ذات صلة