الجواب:
جمع المسلمين إنما يكون على العقيدة، ما هو على التفرق، والبدع، جمع المسلمين يكون على توحيد الله، وطاعة الله، واتباع سنته، والشرك، والبدع هو الذي فرق الناس، والمعاصي هي التي فرقت الناس، فطريق اجتماع الناس هو أن يتفقوا على تحكيم شريعة الله، واتباع ما جاء به النبي ﷺ.
فإن اتفقت الدول الإسلامية على اتباع الشريعة، وتحكيم ما جاء به الرسول ﷺ، والاستقامة على ذلك، والتعاون في هذا ضد الكفرة فهذا هو طريق السعادة، وهذا طريق الجمع.
والعقيدة الصحيحة هي التي درج عليها الرسول ﷺ وأصحابه، هي توحيد الله، والإيمان به، وبأسمائه، وصفاته، والاستقامة على دينه، وتنفيذ أوامره، وترك نواهيه، وتحكيم شريعته، والتحاكم إليها، ونبذ ما خالفها، هذا منهج أهل السنة، والجماعة، وهذا هو طريق الرسول ﷺ وأصحابه، وطريق أتباعهم بإحسان.
فلما غير الناس تفرقوا، لما غير الناس هذا يحكم القانون الفرنسي، وهذا يحكم القانون الإفرنجي الأمريكي، وهذا يحكم كذا، وهذا يأمر بهذا، وهذا ينهى عن هذا، واختلفوا فيما بينهم، وصارت الشحناء، والعداوة، وصارت الدول متفرقة دولًا توالي كذا، ودولًا توالي كذا، وكل يخاف على سيادته، وعلى كذا، وعلى كذا، فمن أجل هذا صارت هذه الفرقة، ومع ما نشأ من الشرك، والبدع في كثير من الدول الإسلامية، وكثير من البلاد الإسلامية، هذه هي التي تسبب الفرقة.
وإذا وفق الله الجميع، وتعاونوا على البر، والتقوى، وعلى تحكيم الشريعة، ودانوا بالحق الذي بعث الله به نبيه -عليه الصلاةوالسلام- واعتصموا بحبل الله جميعًا؛ صاروا بذلك أمة واحدة، واستقام أمرهم، وهابهم عدوهم، نسأل الله للجميع الهداية، نسأل الله أن يردهم للصواب، وأن يهدينا، وإياهم صراطه المستقيم.