الجواب:
الذي يظهر -والله أعلم- من هدي السلف: الإكثار من تلاوة القرآن والحرص على تكرار ختمات القرآن؛ لأنه فرصة مع التدبر والتعقل، وإذا ضم إلى ذلك حفظ ما تيسر في أوقات أخرى من الشهر يجمع بين المصلحتين؛ يكثر من التلاوة ويجعل وقتًا خاصًا لحفظ ما تيسر من ذلك؛ فهذا حسن.
لكن ينبغي الإكثار من التلاوة حتى يختم ختمات كثيرة تأسيًا بالسلف الصالح واغتناما للفرصة؛ ولأن في ذلك طلبًا للعلم، وتفقهًا في الدين؛ فإن في قراءة القرآن تفقهًا في الدين وطلبًا للعلم؛ لأنه كتاب الله فيه الهدى والنور، وقد قال الله فيه سبحانه: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9] وقال فيه سبحانه: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت:44] وقال فيه عز وجل: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص:29] وقال سبحانه: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ [النحل:89]، ففي قراءته من أوله إلى آخره والإكثار من ذلك بالتدبر والتعقل في ذلك العلم العظيم والخير الكثير، وتذكر أعمال الصالحين والتأسي بهم، وتذكر أعمال المنحرفين والحذر من صفاتهم، كل هذا يحصل بقراءة القرآن والإكثار من تلاوته، تعرف صفات الأخيار تعرف صفات أهل الجنة تعرف صفات الرسل وأتباعهم؛ حتى تأخذ بها، تعرف صفات أهل الجنة فتلزمها، تعرف صفات أهل النار فتحذرها، تعرف صفات الكافرين والمنافقين والمجرمين فتحذرها؛ فالإكثار من تلاوة هذا القرآن العظيم أوْلى من الاقتصار على الحفظ، وإذا جعل وقتًا خاصًا للحفظ في رمضان وفي غيره فهذا حسن.