ما كيفية الطهارة والصلاة للمريض وذوي الأعذار؟

السؤال:

يقول هذا السائل: أن هذا سؤالٌ من مريضٍ، كأنَّه يُريد أن يعرف نفسه فيقول: أحضر للمُستشفى ثلاثة أيام في الأسبوع؛ لأني مصاب بفشل كلوي، وأحضر لجلسات على جهازٍ لتفتيت الدم، ولكن صلاة العصر تفوتني، فأنا لا أنتهي من العلاج إلا بعد صلاة العصر بساعة ونصف، وكرسي الجلوس يكون في وضعٍ مخالفٍ للقبلة.

السؤال: هل أُصلي على أي اتجاهٍ أم أُصليها بعد انتهاء الوقت؟ أفيدوني أثابكم الله.

الجواب:

يقول الله : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، فإذا كنتَ مريضًا يشقُّ عليك كل صلاةٍ في وقتها؛ اجمعها قبل الدُّخول في العملية إذا كان يضرُّك ذلك، فتجمع العصر مع الظهر جمع تقديم.

وإن كنت قبل ذلك سليمًا ولكن من أجل العملية فقط؛ فلا مانع من تأخير الصلاة، وصلاتها بعد إجراء العملية، فإذا كنتَ لا تستطيع فعلها وقت العملية فإنَّك تُؤَخِّرها ولا حرج في ذلك.

أمَّا بعد إجراء العملية فعليك أن تُصليها على حسب حالك: قائمًا، أو قاعدًا، أو على جنبٍ، أو مُستلقِيًا، على حسب طاقتك: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وقال النبيُّ ﷺ لعمران بن حُصين وكان مريضًا: صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنبٍ، فإن لم تستطع فمُسْتَلْقِيًا.

ولكن أنت عند دخول العملية في حكم المريض، فلا مانع من تقديم صلاة العصر مع الظهر إذا كان دخولُ العملية بعد الظهر، وإن كان قبل الظهر تُؤخر الظهر مع العصر، وإذا انتهيتَ تُصليهما بعد انتهاء العملية، وبعد قُدرتك على ذلك، ولو في وقت العصر، ولو اصفرَّت الشمسُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، إلا إذا قدرت في الوقت أن تُصليها قبل أن تصفرَّ الشمسُ فصلِّها ولو بالإيماء، ولو أنك على جَنْبٍ، أو مُستلقيًا، تُكَبِّر وتقرأ، وتُكبِّر وتنوي الركوع، وتنوي الرفع وتقول: سمع الله لمن حمده، وتنوي السجود وتقول: الله أكبر، وتقول: سبحان ربي الأعلى، وتنوي الرفع وتُكبر وتقول: ربي اغفر لي، ربي اغفر لي، وتُكبر وتهوي إلى السجدة الثانية وتقول: الله أكبر، وتُسبح: سبحان ربي الأعلى، وهكذا تُكمل إذا استطعت ذلك، أما إذا كان شعورك ما هو معك ولا تستطيع فأخِّرْها حتى تنتهي العملية ويرجع لك الشُّعور.

ثم أيضًا مُلاحظة الوضوء: فكل مريضٍ عليه أن يتَّقي الله ويُلاحظ الوضوء، إن استطاع الوضوء توضأ، أو يُوضِّئه غيرُه، فيغسل وجهه ويديه، ويمسح رأسه، ويغسل رجليه وأما الخارج الاستنجاء والبول والغائط، فهذا بالمناديل يمسح نفسه بالمناديل ثلاث مرات أو أكثر، ويكفي عن الماء الخارج من الدبر والبول بالمناديل الطاهرة يمسح إن استطاع، أو يمسحه الممرض إذا كان لا يستطيع، ويكفي عن الماء، والوضوء إن كان يستطيعه بنفسه وضأ نفسه وإلا وضأه غيره؛ يغسل وجهه وذراعيه، ويمسح رأسه وأذنيه، يغسل رجليه إن استطاع، فإن لم يتيسر ذلك؛ تيمم، ويُوضَع عنده ترابٌ تحت الكرسي.

وقد كتبنا لوزير الصحة سابقًا وعمّم على المُستشفيات أنه لا بدَّ أن يكون عندهم ترابٌ ناعمٌ قليلٌ في كيسٍ أو في صحنٍ تحت الكرسي، تراب ناعم قليل يمسح منه، فيضرب بيديه أو يُقرب إليه ويضرب بيديه ويمسح وجهه وكفَّيه، وهكذا المُستشفى العسكري هنا وغيره يجب أن يُلاحظوا هذا، حتى يكون عند المريض ما يسدّ حاجته إذا كان لا يستطيع الماء، فيكون عند كرسيه إناءٌ فيه تراب جيد، حسن، أو كيسٌ يُفتح له وقت الصلاة، فيضرب بيديه ثم يمسح وجهه وكفَّيه، أو القيّم عليه يقول له وهو يضرب التراب، ويمسح وجهه وكفيه، وينوي المريضُ، وهذا ينوب عنه لمسح وجهه وكفيه، مع نية المريض، ويقوم هذا مقام الطَّهارة بالماء.

وأما الدبر والقبل فهذا مثلما تقدم يمسح بالمناديل ثلاث مرات أو أكثر ويكفي عن الاستنجاء.

فتاوى ذات صلة