الجواب:
المذاهب الأربعة مذاهب علماء، أربعة علماء تفقهوا في الدين وعلموا من اتصل بهم، أبو حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس الأصبحي، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن محمد بن حنبل الشيباني هؤلاء علماء اشتهروا فصار لهم فقه وصار لهم علم واسع، ولهم أتباع وأصحاب فاشتهروا وسميت المذاهب الأربعة، ولا يلزم من أحد اتباع واحد معين لا، يلزم المسلمين اتباع الحق، اتباع الرسول ﷺ.
وهؤلاء العلماء الأربعة مثل بقية العلماء كإسحاق بن راهوية وسفيان الثوري والأوزاعي وسفيان بن عيينة وغيرهم من أئمة الهدى، على الجميع -جميع المسلمين- أن يكونوا مثلهم يعني يتبعون الحق ويسألون عن الحق وينظرون في الحق ويتعاونون مع علماء زمانهم في اتباع الحق، وهو اتباع ما دل عليه القرآن أو دلت عليه سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وليس يلزم زيدًا أو عمرًا أن يكون حنبليا أو مالكيا أو شافعيا أو حنفيا أو ثوريا أو أوزاعيا لا، الواجب اتباع الحق أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [النساء:59]، وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7]
ولكن يوجد من أتباع هؤلاء الأربعة ومن غيرهم من يتعصب حتى يسبب الفرقة، فالمتعصبون الذين يقولون لا شيء صحيح إلا ما قاله أبو حنيفة، والآخر يقول لا، الصواب مع مالك، والآخر يقول الصواب مع الشافعي، والآخر يقول الصواب مع ابن حنبل، هذا غلط، هذا لأنه هو الذي يسبب الفرقة والتعصب، أما إذا تعاونوا على الخير ونظروا فيما قاله هؤلاء العلماء واتبعوا الحق من أقوالهم وتركوا المرجوح من أقوالهم، هذا هو طريق الهدى، وهذا هو طريق الجماعة، ما يتعصب الحنفي للحنفي، والمالكي للمالكي، والشافعي للشافعي، والحنبلي للحنبلي، والأوزاعي للأوزاعي، والظاهري للظاهري، لا.
يجب أن يكون الهدف اتباع الرسول ﷺ والسير على منهاجه فيما جاء به من العلم والهدى، ويتعاون المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي وغيرهم، يتعاونون على فهم كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وعلى اتباع الحق ولا يتعصبون، لا يتعصب هذا لشيخه أو هذا لمذهبه أو هذا لفلان أو فلان لا.
الواجب أن يكون الكتاب والسنة فوق الجميع، وأن تكون نيته صالحة، وأن يكون الهدف والحرص على موافقة الحق الذي جاء به كتاب الله وجاءت به سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، سواء كان وافق مذهب الشافعي، أو وافق مذهب أحمد، أو وافق مذهب مالك، أو وافق مذهب الحنفية، وهذا كلام الأئمة العلماء أنفسهم يقولون هذا، الأئمة الأربعة يقولون لا تقلدونا وخذوا من حيث أخذنا.
أحمد يقول ذلك، ومالك يقول ذلك، والشافعي يقول ذلك، وأبو حنيفة يقول ذلك، وغيرهم ينهون عن تقليدهم وينهون عن اتباع ما قالوه بغير دليل وبغير حجة، يأمرون أتباعهم أن ينظروا في الأدلة ويتبعوا الأدلة ويأخذوا بالحق ويقولون: إذا خالف قولنا ما جاء في الكتاب والسنة فدعوا قولنا، اتركوا قولنا، خذوا بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
هكذا يقولون رحمة الله عليهم، هم نصحوا للناس ولكن بعض الأتباع من جهلهم تعصبوا لهم بغير حجة وبغير دليل حتى فرقوا دينهم وضروا بالناس.
السؤال: لو وحدت المذاهب هذه..؟
الجواب: ما هو ممكن، هذا مستحيل، هذا من المستحيلات.