ما حكم من يعيش في بلادٍ تحكم بالقانون الوضعي؟

السؤال:

سائل يسأل فيقول: من الأمانة الحكم بما أنزل الله، ولكننا نعيش في بلادٍ لا تحكم بشرع الله، ولكن بشرع بريطانيا وفرنسا، فما هو المطلوب منا في بلادنا؟ وما مدى وجوب طاعتنا لهؤلاء الحُكَّام؟ وكيف نعمل معهم؟ أثابكم الله.

الجواب:

مَن كان في بلادٍ تحكم بالقوانين الوضعية -سواء كانت قوانين فرنسا أو إنجلترا أو أمريكا أو الطليان، غير ذلك- فالواجب عليهم أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتناصحوا، وأن يُناصحوا مَن ولَّاه الله أمرَهم نصيحةً جماعيةً بالأسلوب الحسن، بالأسلوب الذي يُؤثر على المسؤولين ويدعوهم إلى سماع العظة والذِّكرى، لا بالسلاح الذي يُسبب أخذ المُتَّقي وإيداعه السجن، ولكن بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، والتعاون، حتى يجعل الله فرجًا ومخرجًا.

فالمسلمون عليهم واجبهم: أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن ينصحوا لله، ويدعوا إلى الله جلَّ وعلا بالحكمة والكلام الطيب، وأن يُكاتبوا ولاة الأمور بين وقتٍ وآخر كتابات متتابعة، وأن يتَّصلوا بهم بواسطة أعيانهم وكبارهم، حتى ينصحوهم ويطلبوا منهم الحكم بما أنزل الله، ومتى صدق الشعبُ في ذلك واجتهد في ذلك واتَّصل بولاة الأمور فإنَّ الله سيجعل فرجًا ومخرجًا.

أما ما يفعل بعضُ الناس من الاغتيالات وسفك الدماء فهذا لا يُفيد شيئًا، بل يضرُّ المسلمين، ويضرُّ الدعوة، ويبقى المسلمون في ضررٍ عظيمٍ، وفي لزومٍ لبيوتهم، أو في السجون، وهذا يضرُّ الدعوة ولا ينفعها، ويضرُّ المسلمين ولا ينفعهم.

وإنما الذي ينفعهم التَّعاون على البر والتقوى، والنصيحة للمسلمين، وإقامة حلقات العلم في المساجد وغيرها، والدعوة إلى الله بين الجنود، وبين العساكر، وبين جميع طبقات المجتمع، والاتصال بولاة الأمور ومناصحتهم بالأسلوب الحسن، والكلام الطيب، هذا هو أقرب إلى الخير، وأبعد عن السجن، وأبعد عن الأذى، والله المستعان.

فتاوى ذات صلة