ما معنى قوله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ..}؟

السؤال:

يقول: قال أحد الإخوة أن الله يُظلَم، واستشهد بقوله تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13] فعندما تتعدى على حد من حدود الله فإنك تظلمه، ولكن ظلم يليق به سبحانه، فهل يصح مثل هذا القول؟

الجواب:

لا يُقال هذا، الله جل وعلا يقول: وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [البقرة:57] فالظلم وضع الأمور بغير موضعها، وهو لا يضر الله شيئًا، وإنما ظلموا أنفسهم، وتحملوا تبعة ذلك، ولهذا يقول: وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [البقرة:57] الظلم وضع الشيء في غير موضعه، فالمعاصي ظلم للنفس، والطاعات تسلية لها، والله لا يضره ظلمهم ولا معاصيهم، بل مضرته عليهم: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا [الإسراء:7] مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا [فصلت:46].[1]

  1. المعاصي تنسي العبد نفسَه 04
فتاوى ذات صلة