هل تنتفي علة الإبراد بالصلاة مع وجود المُكيِّفات؟

السؤال:

ذكر المؤلف أن حكمة تأخير الإبراد بالظهر لكسر الحرِّ، لكن في هذه الأيام تكثر المُكيِّفات؟

الجواب:

هذا الأصل: إذا اشتدَّ الحرُّ فأبردوا بالصلاة، فإنَّ شدَّة الحرِّ من فَيح جهنم.

س: كثرت الآن المكيِّفات؟

ج: ولو؛ لأنَّ الطرق يعتريها الحرُّ، وخروجه في الطُّرق والشمس قوية فيتأثَّر؛ حرٌّ بعد بردٍ، وبردٌ بعد حرٍّ؛ يتأثر.

س: لكن يا شيخ من ناحية الأذان: إذا مثلًا أذَّن يُشوش على المساجد؟

ج: على كل حال، إن اتفقوا على تأخير الأذان فهو أفضل، السنة تأخير الأذان، لكن لو ما أخَّروه يُؤخِّرون الإقامة، لكن السنة تأخير الأذان أيضًا؛ لأن الناس إذا سمعوا الأذان تحرَّكوا، فالسنة تأخيره، والنبي ﷺ في السفر لما أراد المؤذنُ أن يُؤذِّن قال: أبرد، أبرد، أبرد، فلم يزل يقول له: أبرد حتى رأينا فَيْءَ التُّلول، ثم أمره بالأذان.

س: وإذا حُددت الأوقات –وقت الأذان- لهم أن يُبردوا؟

ج: لا، إذا حُددت يمتثلون؛ لأنَّ هذا يُسبب الاختلافَ والتنازع، فاتِّفاقهم أوْلى من التنازع.

س: حديث بأن جهنم تُسَجَّر في هذا الوقت؟

ج: صحيح، وهذه عِلَّة أخرى، تسجير جهنم، وما فيه من التيسير على المسلمين وأداء الصلاة بقلبٍ خاشعٍ، فشدَّة الحرِّ من تسجير جهنم، وشدَّة الحرِّ يُعالَج بالإبراد، الإخبار عن أسباب تسجير جهنم إخبار عن أسباب شدَّة الحر.[1]

  1. 02 من قوله: (ومن ذلك أنه أرخص للمسافر في الجمع بين الصلاتين)
فتاوى ذات صلة