الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله، وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فلا ريب أن المباحث فيها خطر عظيم على رجالها، ولكن من قصد منهم الخير والنفع للمسلمين، وحماية البلاد من شر الأشرار، والسعي فيما يتعلق بالإصلاح، والنفع العام؛ فهذا لا يضره ذلك، وعلى حسب نيته يؤجر في أعماله فيما يتعلق بالتجسس على من يخشى شره على المسلمين، وذلك معناه البحث عنهم، والتعرف عليهم، وليس من التجسس الذي حرمه الله، التعرف على أهل الشر لإبعادهم من البلاد، أو لمجازاتهم على ما يفعلون ممن أظهر الشر بين المسلمين.
وهكذا التعرف على أئمة المساجد، هل قاموا بواجبهم؟ هل هم صالحون للإمامة، أم ليسوا صالحين للإمامة؟ كل هذه أعمال لها أهميتها، ولها فضلها، والواجب على المسؤولين عنها أن يعتنوا بها، وأن يراقبوا.
وهكذا المؤذنون، وهكذا غيرهم كالفراشين، وهكذا الأمور الأخرى، فإذا كان المقصود من ذلك هو نفع المسلمين، والتعرف على من قام بالواجب؛ حتى يشكر ويقر، ومن كان عمله خلاف الحق، وكان يضر في أعماله حتى يمنع من ذلك في تأديبه على ما فعل، أو فصله من عمله، أو إبعاده من البلاد لأعماله السيئة، فهذا له أجره على ما فعل.
أما التجسس لإيذاء المسلمين، وظلمهم، والعدوان عليهم؛ لأخذه المال، ولكونه يتقرب بذلك للمسؤولين، ولا يهمه إلا مصلحته الحاضرة العاجلة؛ فهذا عليه خطر عظيم، وبلاء كبير، ولا حول ولا قوة إلا بالله.