الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس

السؤال:

سألت الله، وألححت بدعائي، وأواظب على الصلاة، والصيام والزكاة، وحججت بيت الله، وكلما أحاوله وبدون جدوى أطلب منه طلبًا عاديًا حتى الآن لم أتمكن منه منذ ثمان سنوات، رغم أني سعيت وبحثت ما قد يفوق طاقتي، وكل طلبي هو الزواج، وحتى الآن لم أوفق لدرجة أني أتصور أني مخطئ مع الله في شيء -والله أعلم-. 

الجواب:

لا تيأس يا ولدي، لا تيأس -جزاك الله خيرًا- لا تيأس، عليك بالطلب والدعاء، وعليك بأخذ الأسباب، سل ربك أن الله يسهل لك زوجة صالحة، واعمل بالأسباب، توصي الناس الذين تعرفهم يلتمسون لك زوجة، وتعمل الأسباب لتحصيل المال، وتحاسب نفسك من جهة المعاصي، قد تكون حرمت بسبب معصية أنت مقيم عليها، فحاسب نفسك، قال -جل وعلا-: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]. 

بل قال بعض السلف: إنه دعا الله أربعين عامًا في حاجة، فلم تحصل له إلا بعد أربعين عامًا، فربك أعلم وأحكم، قد يؤجلها لحكمة بالغة، قد يكون في هذا مصلحتك حتى يسهل الله لك توبة صادقة من أعمال سيئة، أو يحصل لك زوجة صالحة ما بعد حصل وقتها، إلى غير ذلك، يقول النبي ﷺ: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول دعوت دعوت فلم أره يستجاب لي فيستحسر عند ذلك، ويدع الدعاء. 

فالواجب أن الإنسان لا يستحسر، بل يستمر في الدعاء ويحسن ظنه بربه، ويقول -عليه الصلاة والسلام- أيضًا: ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك قالوا: يا رسول الله إذًا نكثر، قال: الله أكثر فأنت استمر في الدعاء، واجتهد، وخذ بالأسباب، والتمس المرأة، والتمس أسباب المهر، ونحوه؛ حتى تدرك ذلك -إن شاء الله- ولا تيأس ولا تقنط، واعلم أن ما أصابك من شيء؛ فمن نفسك، لا بد أن تحاسبها أيضًا، تتوب إلى الله -جل وعلا- تنظر في أعمالك، تستقيم على طاعة ربك. 

فتاوى ذات صلة