بيان أن العمل من فعل العبد ومن قضاء الله وقدره

السؤال:

متى يكون العمل من فعل العبد، أو من قضاء الله وقدره؟ وكيف يكون الإنسان مخيرًا في بعض الأمور، ومسيرًا في أمور أخرى؟

الجواب:

كل العمل من فعل العبد، وهو من قدر الله، جميع أنواع العبادة من فعله منسوبة إليه، من قتل، ومن أكل، ومن شرب، ومن صلاة، ومن صوم، ومن زنا، ومن سرقة، ومن خيانة، كلها منسوبة إليهم، هم المصلون، وهم الصائمون، وهم الزناة، وهم الفاعلون الفواحش، هي أفعالهم، وكلها بقدر الله له الحكمة البالغة .

فأفعالهم تنسب إليهم، ويمدحون على طيبها، ويذمون على خبيثها، ويؤجرون ما وافق الشرع منها، ويأثمون على ما خالف الشرع منها، وكلها بقدر الله وحكمته ومشيئته النافذة -جل وعلا-. 

ومعنى مخير يعني أنه يستطيع عمل هذا وهذا، ما هو معنى أنه مخير أنه يجوز أن يعصي لا، معناه له الخيرة، يعني له إرادة، وله مشيئة، ليس معنى مخير أنه يجوز له أن يفعل المعصية لا، معنى من قال مخير يعني هل له إرادة؟ هل يستطيع أن يفعل هذا وهذا؟ هل يستطيع أنه يأكل أو ما يأكل؟ هل يستطيع أنه يزني أو ما يزني؟ هل يستطيع يصلي أو ما يستطيع يصلي؟

نعم يستطيع يصلي، ويستطيع إذا كان معافى يستطيع أن يأكل، إذا كان معافى يستطيع أن يزني، إذا تمكن من المرأة، كل هذا موجود له قدرة على هذا الشيء، وله خيرة يستطيع، يختار هذا ويختار هذا، يكون هذا موجودًا وهذا موجودًا، عنده المال الحرام، وعنده المال الحلالب، يستطيع أن يأكل من هذا وأن يدع هذا بخيرته، يستطيع، لكن إذا اختار الطيب؛ أجر، وإذا اختار الخبيث؛ أثم، وإذا صلى؛ أجر، يعني إذا صلى لله، وإذا ترك؛ أثم، وهكذا إذا زنا؛ أثم، وإذا ترك الزنا، وعف عما حرم الله؛ أجر، وكله باختياره، هو ليس بمكره وليس بمجبور، بل هو باختياره أن يفعل هذا وهذا، يفعل هذا وهذا. 

معنى مخير يعني له خيرة، له قدرة، له إرادة؛ ولهذا استحق الثواب على الطاعة، واستحق العقاب على المعصية، ما هو مثل الذي مربط ... في النار بقوة لا، ما هو بهذا المعنى المكره الذي يربط، ويكلف بالشيء، أو يضرب حتى يفعل الشيء بغير قدرته، أو يلقى بغير قدرته في حفرة، أو في النار ليس بهذا، هو له خيار، يستطيع أن يقوم ويأكل من هذا، ويستطيع أن يضرب فلانًا، ويستطيع أن يأخذ مال فلان بسلطانه، أو قدرته، له قدرة بحسب حاله، وبحسب ما أعطاه الله من الأسباب، وله قدرة على ترك المعصية، وعلى ترك الحرام بما أعطاه الله من الأسباب.

فإذا ترك المحذور، وأتى المأمور، وهو مختار لهذا الشيء؛ استحق الأجر من الله على تركه المحذور، وعلى فعله المأمور طاعة لله، وطلبًا لمرضاته، وإذا عكس فترك المأمور، وأتى المحذور، وهو يستطيع أن يترك هذا، عنده قدرة على هذا وهذا؛ صار مستحقًا للعقاب، وفاته الثواب؛ لأنه اختار المحرم على الطيب. 

فتاوى ذات صلة