حكم إحراق الإبل المصابة بأمراض معدية؟

السؤال:
أنا صاحب إبلٍ، أُصيبت إحداها بمرضٍ مُعْدٍ، فخشيتُ على الإبل الأخرى، فلم أستطع إبعادها؛ فقمتُ بإحراقها، فما الحكم في ذلك؟

الجواب:
إذا ذبحها وبعد ذلك أحرقها؛ لا بأس، فيذبحها قبل، وإذا ذبحها ولم يتيسر أنَّ أحدًا يُريدها يحرقها، أمَّا إن وجد مَن يأكلها من الفقراء فتُعطيها الفقراء؛ لأنَّ بعض الناس يأكلها ولا يضرّه الجرب، فالنار تُزيل ذلك، فإذا طُبِخَتْ قد لا يضرّه، فقد بلغنا فيما مضى أن أناسًا يأكلونها في وقت الحاجة ولا تضرّهم، وإن ضرَّتهم بشيءٍ يسيرٍ يزول.
فلو لم يكن عنده أحدٌ يحتاج إليها ولا يأكلها؛ أحرقها بعد الذبح حتى لا يحصل بسببها ضررٌ على الإبل الأخرى، فالنبي ﷺ قال: لا يُورد ممرضٌ على مُصحٍّ يعني: لا تُخالط الإبل المريضة بالصَّحيحة من باب تجنب أسباب الشر، وإن كان لا عدوى؛ فالنبي قال: لا عدوى، ولا طيرة، لا عدوى: ليس شيءٌ يُعدي بطبعه، ولكن الله جعل الاختلاط -اختلاط الصحيح بالمريض- من أسباب إصابة الصحيح، فإذا أبعدها في جهةٍ أخرى، في محلٍّ آخر، أو أعطاها أحدًا من الناس إذا وجد أحدًا يقبلها؛ فهذا أولى من إحراقها، فإن لم يتيسَّر ذبحَها ثم أحرقها.
س: يُفهم من السؤال أنه أحرقها من دون ذبحٍ؟
الشيخ: إحراقها وهي حية ما يجوز، لا بدّ من ذبحها ثم الإحراق بعد ذلك.
فتاوى ذات صلة