الجواب: ينبغي أن يقدم في الإمامة أصلح الموجودين وأقرؤهم، ينبغي أن يقدم أصلحهم وأقرؤهم لقول النبي ﷺ: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلماً -وفي رواية: فأكبرهم سناً فالواجب هو أن يعنى بهذا الأمر فيقدم الأفضل فالأفضل، فإن تقدم بعض العصاة كشارب الدخان، أو العاق لوالديه أو من يتهم بغير ذلك، صحت الصلاة، الصلاة تصح خلف الفاسق.. خلف العاصي على الصحيح من أقوال العلماء، ولا تصح خلف الكافر، من عرف كفره لا تصح الصلاة خلفه، أما العاصي فإنها تصح الصلاة خلفه سواء كان شارب دخان، أو عاصياً بشيء آخر كالعاق لوالديه، قاطع الرحم، من يتعاطى الربا ولا يستحله.. إلى غير ذلك، فالعصاة في أصح أقوال العلماء تصح الصلاة خلفهم، فقد صلى ابن عمر خلف الحجاج بن يوسف وكان من أفسق الناس ومن السفاكين للدماء، وصلى كثير من الصحابة خلف بعض الأمراء الفسقة، فدل ذلك على أن الصلاة صحيحة خلف الفاسق، ولكن إذا تيسر المستقيم العدل فهو الأولى وهو الذي يجب أن يقدم، وعلى المسئولين عن الإمامة أن يقدموا الأفضل فالأفضل، وأن لا يقدموا الفسقة حسب الإمكان، حسب القدرة، وإذا اجتمع قوم في مكان وقت الصلاة قدموا أفضلهم قدموا أحسنهم، وجاهدوا في ذلك، هذا هو الذي ينبغي لهم عملاً بالسنة وتعظيماً لها. نعم.
الإثنين ٢٣ / جمادى الأولى / ١٤٤٦