الاحتفال بالمولد النبوي ليس دليلا على المحبة

السؤال: هذه الرسالة بعث بها للبرنامج المستمع رمضان عبد العظيم يقول في رسالته: 
السؤال الأول: يوجد لدينا في جميع البلاد في مصر أنهم يحتفلون بمولد سيدنا محمد ﷺ، فما حكم ذلك؟ 

الجواب: هذه المسألة قد وقعت في بلدان كثيرة من بلدان المسلمين، كثير من المسلمين يحتفلون بالمولد النبوي، ورغم وجود ذلك في بلاد كثيرة فهو بدعة، فالبدع لا تنقلب سنناً بكثرة الفاعلين لها، سواء كان في المغرب أو في المشرق أو في مصر أو في غير ذلك، فهذا الاحتفال بالموالد من البدع التي أحدثها الشيعة وتبعهم عليها بعض السنة، وذكر بعض المؤرخين أن أول من أحدثها الفاطميون بنو عبيد بن القداح المعروفون الذين ملكوا مصر والمغرب في القرن الرابع والخامس، هم أول من أحدثها في القرن الرابع، أحدثوا موالد للنبي صلى الله عليه وسلم وللحسن والحسين ولـفاطمة ولحاكمهم، ثم وقع بعد ذلك الاحتفال بالموالد بعدهم، فهو بدعة بلا شك؛ لأن الرسول ﷺ هو المعلم المرشد وأصحابه أفضل الناس بعده بعد الأنبياء، وهو قد بلغ البلاغ المبين، ولم يحتفل بمولده عليه الصلاة والسلام، ولا أرشد إلى ذلك، ولا احتفل به أصحابه وهم أفضل الناس وأحب الناس إلى النبي ﷺ، ولا التابعون لهم بإحسان من القرون المفضلة الثلاثة، فعلم أنه بدعة، وهو وسيلة إلى الغلو والشرك، وهو وسيلة للغلو في الأنبياء والصالحين، فإنه قد يعظمونهم بالغلو والمدائح التي فيها الشرك بالله، الشرك الأكبر، كوصفهم لهم بأنهم يعلمون الغيب أو أنهم يدعون من دون الله، أو يستغاث بهم أو ما أشبه ذلك، فيقعون في هذا الاحتفال في أنواع من الشرك وهم لا يشعرون، أو قد يشعروا. 
فالواجب ترك ذلك، وليست الاحتفالات بالمولد دليلاً على حب المحتفلين بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى اتباعهم له، وإنما الدليل والبرهان على ذلك هو اتباعهم لما جاء به عليه الصلاة والسلام، هذا هو الدليل على حب الله ورسوله، الحب الصادق كما قال عز وجل: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31] فمن كان يحب الله ورسوله فعليه باتباع الحق، بأداء فرائض الله وترك محارم الله، والوقوف عند حدود الله، والمسارعة إلى مراضي الله، والحذر من كل ما يغضب الله ، هذا هو الدليل، وهذا هو البرهان، وهذا الذي كان عليه أصحاب رسول الله ﷺ وأتباعهم بإحسان ، أما الاحتفالات بالموالد للنبي ﷺ، أو للشيخ عبد القادر الجيلاني أو للبدوي أو لفلان وفلان فهو كله بدعة وكله منكر يجب تركه؛ لأن الخير في اتباع الرسول ﷺ واتباع أصحابه، والسلف الصالح، والشر في الابتداع والاختراع ومخالفة ما عليه السلف الصالح، هذا هو الذي يجب، وهذا هو الذي نفتي به، وهذا هو الحق الذي عليه سلف الأمة، ولا عبرة بمن خالف ذلك، وتأول في ذلك، فإنما هدم الدين في كثير من البلدان، والتبس أمره على الناس بسبب التأويل والتساهل، وإظهار البدع وإماتة السنن، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله المستعان. نعم. 
فتاوى ذات صلة