الجواب: الذي نعلمه من الشرع أنهم مخاطبون بما خوطب به الإنس من الشرائع إلا ما استثني مما لا نعلمه، فلهم أشياء تخصهم لا نعلمها، والنبي ﷺ اجتمع بهم وبلغهم أشياء عليه الصلاة والسلام، فلا نعلم شيئاً يخصهم دوننا، فالأصل أنهم مكلفون بما كلف به الإنس من صلاة وغيرها، إلا ما استثناه الشارع في حقهم مما لا نعلم، فنقول: ما كلفوا به وخصهم الله به مما لا نعلمه الله الذي يعلمه سبحانه وتعالى، وهو سائلهم عنه جل وعلا، أما ما كلفنا به جميعاً فهم مسئولون عنه أيضاً، وقد أنزل الله سورة الرحمن وخاطبهم فيها جميعاً مع الإنس في بعد كل آية يقول: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:13] فهم مسئولون ومكلفون وموعودون بالجنة والنار، مطيعوهم في الجنة وعاصيهم في النار كما قال وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا [الجن:14-15] وقال قبل ذلك: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ [الجن:11] فهم فيهم الصالحون وفيهم المبتدعة، وفيهم الكفار وفيهم الفساق، كالإنس، فليس لنا أن نقول على الله بغير علم، بل الأصل أنهم مكلفون بما كلفنا به إلا ما استثناه الشارع فيما بينه وبينهم وأعلمهم به مما لا نطلع عليه، فعلمه إلى الله ، وعليهم أن يؤدوا ما أوجب الله عليهم، ومن قصر منهم فله حكم المقصرين من كفر أو عصيان، إن كان كفراً فكفر، وإن كان عصياناً فعصيان، وهو أيضاً مجزي بعمله يوم القيامة كما دلت عليه سورة الرحمن وسورة الجن، والله سبحانه وتعالى أعلم. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
المقدم: جزاكم الله خيراً.