الواجب على المريض المصاب ببخر في الفم

السؤال: ننتقل إلى رسالة أخرى ومواضيع أخرى، وأولى هذه الرسائل رسالة من أخ يقول: (د. ف. ل. ب) مصري مقيم في المملكة، أخونا يشكو من بخر في الفم، ويشكو أيضاً من وضعه في الصلاة، وكذلك في الحج وفي العمرة، هل يأثم إذا ذهب إلى المسجد أو إذا طاف وسعى وهو على تلكم الحال؟ أفيدوه لو تكرمتم سماحة الشيخ.

الجواب:

هذا الأمر قد يقع لبعض الناس، فالواجب عليه أن يعنى بالأسباب التي تزيله، بالعلاج وتعاطي الأدوية، وعرض أمره على المختصين من الأطباء لعله يجد علاجاً يزيل عنه هذا البخر الذي قد يتأذى به من يجاوره، فهو متى عجز عن ذلك ولم يتيسر له العلاج فإن كان يضر من حوله من المصلين ويؤذيهم فله عذر في الصلاة في بيته، كما منع النبي ﷺ من أكل ثوماً أو بصلاً أن يصلي مع الناس، وكان يخرجهم من المسجد عليه الصلاة والسلام لئلا يتأذى به المسلمون، قال ﷺ: من أكل ثوماً أو بصلاً فلا يقربن مصلانا وقال: فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم.
فالحاصل أنه إذا كان هذا البخر شديداً يتأذى به من يجاوره في المسجد فإنه يعذر في ترك الجماعة والصلاة في بيته بعد أن يجتهد في العلاج وأسباب إزالته، فإذا عجز عن ذلك فهو معذور.
أما الحج فلا، الحج يحجه كل أحد، فالحج يحج ولو كان فيه هذا الأمر، يحج ويعتمر وليس يلزمه أن يلاصق أحداً في هذا، وعند الزحام هو كغيره لا يضر زحامه مع الناس في الطواف أو في السعي أو في رمي الجمار، لا نرى هذا عذراً في الحج ولا في العمرة، إنما هذا في الجماعة خاصة، صلاة الجماعة خاصة. نعم.

المقدم: وبالنسبة للزيارة سماحة الشيخ؟

الشيخ: أما الزيارة فهذا يختلف، إن كان المزور يسمح له بذلك ولا يتأذى بزيارته لقرابته منه أو صداقته له أو أسباب أخرى فلا بأس عليه.

فأما إن كان المزور يتأذى به فإنه لا يزور، لا يزوره بل يسعى في قضاء حاجته من الطرق الأخرى كالمكاتبة والهاتف وإرسال مندوب منه في حاجاته التي يريد أن يباشر بها ذلك الشخص.

المقدم: بارك الله فيكم. 

فتاوى ذات صلة