نصيحة لمن أصيب بكثرة الوساوس

السؤال: أختنا لها سؤال مطول في نهاية رسالتها، ملخصه: أنها كثيرة الوسوسة في الصلاة، بم تنصحونها يا شيخ؟

الجواب: الواجب عليك أن تتقي الله سبحانه وتعالى، وأن تحذري طاعة عدو الله الشيطان؛ لأنه عدو مبين، كما قال الله سبحانه: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6]، ونزل الله فيها سورة مستقلة وهي قوله سبحانه: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ۝ مَلِكِ النَّاسِ ۝ إِلَهِ النَّاسِ ۝ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ [الناس:1-4] وهو الشيطان.
فالواجب عليك أن تحاربيه وأن تحذري مكائده ووساوسه، وألا تليني له، فإن الإنسان متى لان لعدو الله طمع فيه، وأشغله في وضوئه وصلاته وسائر أحواله، ولكن عليك بالرفض لوساوسه، إذا توضأت فانتهي ولا تعيدي الوضوء، ولا تقولي: أخاف كذا أخاف كذا، لا؛ متى انتهيت وغسلت قدميك فانتهي واذهبي إلى الصلاة.
ومتى صليت فلا تعيدي الصلاة، تقولين: أخاف قصرت في كذا أخاف كذا، دعي هذه الوساوس، ومتى كبرت لا تعيدي التكبير، يكفي التكبير الذي جرى ولا تقولي: أخشى أخشى، كل هذا من عدو الله.
فالمقصود من هذا أن الواجب عليك أن تحاربي عدو الله محاربة قوية شديدة حتى تخلصي منه، وحتى لا يطمع فيك بعد ذلك، أما إذا أعطيتيه الليان والسهوة معه فإنه سوف يطمع فيك، وسوف يضرك ضرراً عظيماً وربما صيرك كسائر المجانين في تصرفاتك؛ لأنه غلب عليك بالوساوس، فاتقي الله واحذري عدو الله.
وقولي أيضاً: نعوذ بالله من الشيطان الرجيم، تعوذي بالله من الشيطان الرجيم، واسألي الله أن يقيك شر عدو الله، وأن يعينك على محاربته، واستحضري عظمة الله ووجوب طاعة أمره في التعوذ بالله من الشيطان وعدم الخضوع لوساوسه، وهذا مما يعينك على طاعة الله وعلى ترك الوساوس.
المقدم: بارك الله فيكم.
فتاوى ذات صلة