الواجب على زوجة الأب تجاه أولاده والعكس

السؤال: هذه رسالة من إحدى الأخوات المغربيات مقيمة في خميس مشيط كما يبدو من رسالتها، أختنا تفصل في موضوع زوجة أبيها بعد وفاة أمها، وتقول: إنها لحظت عليها عدة أخطاء متكررة، ونبهت والدها ولم يلتفت إلى ما قالت بل أجابها بأن تغادر البيت إن لم يناسبها الوضع، وفعلاً قامت بمغادرة المنزل نتيجة ما رأت من عمتها هذه، والآن تطلب نصيحة لوالدها ولعمتها في نفس الوقت ولها هي كيف تتصرف سماحة الشيخ؟

الجواب: أما زوجة أبيها المذكورة فعليها أن تتقي الله إذا كانت تتعاطى ما حرم الله، عليها أن تتقي الله، سواء كان ذلك زنا أو شرب مسكر أو خيانة لزوجها في ماله أو غير ذلك، عليها أن تتقي الله فيما انتقدته عليها البنت، من أي معصية عليها أن تتقي الله وألا تصر على المعصية.
وعلى الزوج الذي هو أبو البنت أن يتقي الله أيضاً وأن يلاحظ الزوجة، وأن يحذرها مما حرم الله، وأن يراقبها حتى لا تكون تجر عليه شراً كثيراً، فعليه أن يتقي الله في ذلك حتى يحاسبها وينظر في أمرها.
وعلى المرأة أن تتقي الله في ترك المعاصي.
وعلى البنت أن تتقي الله، والسائلة عليها أن تتقي الله وأن تحفظ لسانها، وألا تنقل الفاحشة وتفشيها، بل عليها أن تكتم ذلك وأن تنصح زوجة أبيها ولو طالت المدة، ولو كثر النصح، عليها ألا تيئس، وعليها أن تستمر في النصيحة لعل الله يهديها بها.
وأما ما جرى من المرأة مع أبيها فهذا الله جل وعلا يتولى حسابها إذا كان الزوج لم يعرف حالها، وأنت قد تكونين متهمة فيها؛ لأنها جارت أمك فلهذا لا يصدقك أبوك من أجل تهمته لك؛ لأنك تبغضينها من أجل أنها ضرة أمك.
فالحاصل أنك لا تلومين الوالد في كونه لا يصدقك؛ لأنه قد يتهمك، ولكن أنت اتقي الله، واتركي إشاعة الفاحشة وإشاعة المنكر، واستمري في النصيحة مع أبيك ومع زوجة أبيك، وإذا كان أحد يعلم ذلك فأشيري عليه أن ينصحها، وأن يساعدك في نصيحتها إذا كان عنده علم بذلك، وهذا هو الذي يلزمك، وقد أبرأت ذمتك، والحمد لله. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
فتاوى ذات صلة