الجواب:
هؤلاء ليسوا بمسلمين على الحقيقة، هؤلاء يدَّعون الإسلام، أما المسلمون في الحقيقة فهم أولى وأحق، وهم أكثر أمانةً، وأكثر صدقًا من الكفار.
وهذا الذي قلتَه غلطٌ، لا ينبغي أن تقوله، والكفار إذا صدقوا عندكم وأدوا الأمانة حتى يُدركوا مصلحتهم معكم، وحتى يأخذوا الأموال عن إخواننا المسلمين، فهذه لمصلحتهم، فهم ما أظهروا هذا لمصلحتكم، ولكن لمصلحتهم هم؛ حتى يأخذوا الأموال، وحتى ترغبوا فيهم.
فالواجب عليكم ألا تستقدموا إلا الطيبين من المسلمين، وإذا رأيتم مسلمين غير مُستقيمين فانصحوهم ووجِّهوهم، فإن استقاموا وإلا فردُّوهم إلى بلادهم، واستقدموا غيرهم، وطالبوا الوكيل الذي يختار لكم أن يختار الناس الطيبين المعروفين بالأمانة، المعروفين بالصلاة، المعروفين بالاستقامة، لا يستقدم مَن هبَّ ودَبَّ.
وكثيرٌ من الناس يدَّعي الإسلام وهو كافرٌ، ليس بمسلمٍ: كالمنافقين، ولكن أنتم أرباب الأعمال عليكم أن تستقدموا الطيبين، ولا تغتروا بهؤلاء الكفرة الذين يتصنعون عندكم ويُظهرون عندكم ما يُرغِّبكم فيهم من أمانةٍ، وصدقٍ، ونحو ذلك.
فهذا لا ينبغي منكم، بل إخوانكم المسلمون أولى بأموالكم، وأولى بخدمتكم، وإذا حصل منهم نقصٌ فوجِّهوهم، وعلِّموهم، ولاحظوهم حتى يستقيموا.
وهذا لا شك أنه من خداع الشيطان أن يقول لكم: إن هؤلاء الكفار أحسن من المسلمين، أو أكثر أمانةً، أو كذا، أو كذا. كله لما يعلمه عدو الله وجنوده من الشر العظيم في استقدام الكفرة واستخدامهم بدل المسلمين؛ فلهذا يُرغِّب فيهم، ويُزين لكم استقدامهم؛ حتى تدعوا المسلمين، وحتى تستقدموا أعداء الله؛ إيثارًا للدنيا على الآخرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد بلغني عن بعضهم أنه يقول: إن المسلمين يُصلون ويُعطلون الأعمال بالصلاة، والكفار لا يُصلون؛ حتى يأتوا بأعمالٍ أكثر.
وهذا أيضًا من جنس ما قبله، ومن البلاء العظيم أن يعيب المسلمين بالصلاة، ويستقدم الكفار؛ لأنهم لا يُصلون، فأين الإيمان؟! وأين التقوى؟! وأين خوف الله؟! أن تعيب إخوانك المسلمين بالصلاة!
نسأل الله السلامة والعافية.