نصيحة لمن يعيش في بيئة اختلاط وتبرج

السؤال: هذه رسالة بعث بها مرسلها ويبدؤها بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخوكم في الله (ح. س. ع) من تونس يقول في سؤاله: يوجد عندنا في تونس الفساد بأنواعه وأشكاله، وأنا كشاب مسلم أقرأ في المعهد وأركب الحافلة والسيارة وأدخل السوق، ففي المعهد -مثلاً- مهما أغض بصري لا بد أن أرى عورات الطالبات؛ وذلك لأنهن لا يرتدين الزي الإسلامي، وربما أتكلم أنا وطالبة؛ وذلك لأن هذه الحالة في مجتمعنا التونسي عادية، وفي الركوب في الحافلة أو السيارة في أكثر الأيام يحدث زحام شديد فيلتصق جسد الأنثى بجسد الذكر، وأنا يحدث لي ذلك دائماً، وفي بعض الأحيان يلتصق بي شارب خمر فأشم منه رائحة الخمر، وفي السوق أرى وأسمع كل ما أكره، هذه الحالة التي أعيشها وأنا كمسلم ملتزم بديني وأعرف أن هذه الحالة مخالفة لديني، وعرضت عليكم حالتي فبماذا تفيدوني وتساعدوني يرحمكم الله؟ 

الجواب: نسأل الله لنا ولجميع المسلمين التوفيق وصلاح الحال، ونسأله أن يوفق الحكومة التونسية والعلماء والمسئولين فيها لما فيه صلاح العباد والبلاد، وأن يصلح أحوال الشعب التونسي وأحوال المسئولين وأن يوفقه لما يرضيه وأن يعين المسئولين جميعاً على أداء حق الله والقيام بأمره سبحانه وتعالى.
أما أنت أيها السائل! فالواجب عليك غض البصر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب طاقتك، فغض بصرك عن النساء في المعهد وغيره، وإذا كانت الدراسة مختلطة في المعهد فاترك هذه الدراسة وانتقل إلى دراسة غير مختلطة في تونس أو غيرها؛ لأن الاختلاط بين البنين والبنات فيه خطر عظيم ويخشى منه عاقبة وخيمة، فينبغي لك يا أخي أن تحرص على أن تكون دراستك في محل غير مختلط، وإذا بليت بهذه الدراسة فعليك بغض البصر والحذر، والواجب عليك فيما أرى أن تلتمس دراسة غير مختلطة حتى تسلم من مغبة هذا الاختلاط.
وهكذا في السيارة وفي القطار وفي أي حافلة عليك أن تجتهد في غض البصر والنصيحة لإخوانك المسلمين، فإذا رأيت المرأة التي قد تكشفت وتبرجت تنصحها لله وتقول لها: يا أمة الله! هذا لا يجوز اتق الله راقبي الله تستري، البسي كذا وافعلي كذا، وإذا رأيت من يشرب الخمر أو رأيت منه رائحة الخمر تنصحه لله، وتخبره أن الخمر محرمة وأنها لا تجوز، وأن الواجب على المسلم طاعة الله ورسوله، وتبين عواقبها السيئة وما فيها من الشر العظيم، وهكذا التدخين تبين أنه منكر وأنه يضر ضرراً عظيماً، فالمؤمن هكذا ينصح يقول الله : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71] هذه صفة المؤمنين والمؤمنات.
فعليك أنت يا أخي! وعلى كل مؤمن وعلى كل مؤمنة التناصح في الحافلة في القطار في السيارة، في المدرسة في المعهد في كل مكان التناصح واجب بين المسلمين، وبهذا يقل الشر ويكثر الخير، وهكذا قوله جل وعلا: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104] وهكذا قوله سبحانه: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110] وهكذا قوله ﷺ في الحديث الصحيح: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.
فعليك يا أخي! وعلى جميع إخوانك المسلمين التناصح فيما بينكم في تونس وغيرها، وعليكم جميعاً التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر بالحكمة بالكلام الطيب بالأسلوب الحسن حسب الطاقة، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.
المقدم: أحسن الله إليكم. 
فتاوى ذات صلة