الجواب: على ظاهرها، الذي له عهد أمره الله أن يتم عهدهم لهم، ما لم يغيروا وينقضوا العهد أو يظاهروا أعداء المسلمين، فإن ظاهروهم وجب قتالهم، وإذا نقضوا العهد كذلك؛ ولهذا لما ساعدت قريش بني بكر على خزاعة انتقض عهد قريش وبنو بكر، وحاربهم النبي ﷺ غزا مكة وفتحها عام ثمانية للهجرة لنقضهم العهد؛ لأن خزاعة كانت في حلف رسول الله ﷺ وعهده، وكانت بنو بكر في عهد قريش وحلفهم، فهددت بنو بكر خزاعة، يعني: تعدت عليهم وأتوهم بغتة، هجموا عليهم بغتة فجأة وقاتلوهم، وهم في حلف رسول الله ﷺ، فاستنجدوا بالرسول ﷺ، وطلبوا منه أن ينصرهم ووعدهم النصر، وكانت قريش قد ساعدتهم بالمال والسلاح؛ فلهذا غزاهم النبي ﷺ وفتح الله عليه مكة لنقضهم العهد، وكان قد عاهدهم عشر سنين، فلما نقضوا العهد بمساعدتهم لبني بكر انتقض عهدهم، وغزاهم النبي ﷺ وفتح الله عليه. نعم.
تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ...}
السؤال: أيضًا يسأل عن تفسير الآية الرابعة من السورة الكريمة: إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ [التوبة:4]؟