الطريق الصحيح للصحوة الإسلامية

السؤال: شيخ عبدالعزيز الناس بين متفائل ومتشائم تجاه ما وسموه بالصحوة الإسلامية، لعل لسماحتكم من كلمة في هذا المقام تجاه هذا الموضوع؟

الجواب: الواجب التفاؤل، الواجب التفاؤل وحسن الظن بالله هذا هو الواجب، يقول الله فيما صح عن رسوله ﷺ، يقول سبحانه: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: لا يموتن أحد منكم إلا وهو يحسن ظنه بالله فالواجب حسن الظن بالله مع السعي الجاد ومع العمل في نصر دين الله وإقامة شرع الله وأن يحاسب كل واحد نفسه في أداء حق الله وترك معاصي الله والوقوف عند حدود الله، وأن يعين حكومته في كل خير، يكون أمينًا في وظيفته، يؤدي الأمانة، وينصح للأمة، ويحافظ على الحق، ويسارع إلى الصلاة ويؤديها في وقتها مع الجماعة، وهكذا جميع أمور الإسلام، كل واحد مسئول حتى يساعد الأمة في رجوعها إلى دين الله وإقامتها لشريعة الله، وحتى يعين دولته على ذلك.
ويجب أيضًا على كل أسرة وعلى كل جماعة أن تتعاون في هذا في ترك ما حرم الله وفي أداء ما أوجب الله وفي التبشير بذلك والتعاون على ذلك، هذا هو واجب المسلمين، والله يقول سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2]، ويقول سبحانه: وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3]، هؤلاء هم الرابحون الذين آمنوا بالله ورسوله إيمانًا صادقًا فعبدوه وحده وأخلصوا له العبادة وحكموا شريعته وعملوا بما أوجب عليهم وتركوا ما حرم الله عليهم، وتواصوا بذلك وتناصحوا في ذلك، وتواصوا بالصبر على ذلك، هؤلاء هم الرابحون، هؤلاء هم السعداء في الدنيا والآخرة.
وهذا هو الواجب على جميع المؤمنين وعلى جميع المؤمنات أن يتواصوا بالحق، وأن يتناصحوا وأن يتعاونوا على البر والتقوى وأن يصبروا على ذلك حتى الموت، كما قال الله سبحانه لنبيه عليه الصلاة والسلام: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99]، ويقول سبحانه للمؤمنين جميعًا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ۝ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا [آل عمران:102-103]، ويقول النبي ﷺ: إن الله يرضى لكم ثلاثًا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا رواه مسلم في الصحيح، زاد في رواية أخرى: وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم.
فالمؤمنون واجب عليهم التناصح والتعاون، وهكذا النساء المؤمنات يجب عليهن التناصح والتعاون فيما بينهن ومع الرجال ومع أهليهن فالواجب مشترك، يقول الله سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71]، ويقول سبحانه: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110].
فالواجب على الجميع في كل مكان وفي كل زمان التعاون على الخير، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا، عربًا وعجمًا، هذا واجب على الجميع أن يتعاونوا على البر والتقوى أينما كانوا وأن يتواصوا بالحق كتابة ومشافهة وبكل طريق، رزق الله الجميع التوفيق والهداية، نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.
إذًا هذا هو الطريق الصحيح الذي يراه الشيخ عبدالعزيز بن باز للصحوة الإسلامية؟
الشيخ: هذا هو الطريق الصحيح، وهذا الذي ويراه المسلمون يراه أهل الحق وأهل العلم أن الواجب ......... ... واليقظة والإعانة لمن قام بها والشكر له على ذلك والتوجيه والدعم حتى يكثر الخير ويقل الشر.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، واستجاب لدعوتكم.

فتاوى ذات صلة