الجواب: الإخوان المسلمون وأنصار السنة كلاهما من الدعاة إلى الله، وكلاهما نرجو لهما الخير، ولكن أنصار السنة فيما نعلم أنشط منهم في إيضاح التوحيد وبيان حقيقة الشرك، وأكثر منهم عناية بهذا الأمر، فكانوا معروفين في مصر وفي السودان بالعناية ببيان التوحيد والتحذير من الشرك والتعلق بالأموات والاستغاثة بأهل القبور.
وأما الإخوان المسلمون فليس لهم نشاط واضح في بيان التوحيد وبيان عقيدة أهل السنة والجماعة ، وإنما دعوتهم عامة إلى الإسلام، وهذا لا يكفي، بل يجب على الإخوان المسلمين وعلى غيرهم من الدعاة أن يكون نشاطهم تفصيليًا، وأن يعنوا بالعقيدة الصحيحة، وأن يوضحوها للناس حتى يخرج مدعي الإسلام من عقيدة الكفر إلى العقيدة الصحيحة، فإنه قد يدعي الإسلام وقد يتكلم به ويصلي مع الناس وهو مع ذلك يعبد الأموات ويستغيث بـالبدوي أو بـالحسين أو بالشيخ عبدالقادر أو بفلان وفلان، ويسأله المدد والغوث إذا مر بقبورهم، وهذا كفر أكبر نعوذ بالله من ذلك، وقد يكون عندهم طريقة من طرق الصوفية خبيثة، فالواجب البيان والإيضاح.
فـأنصار السنة في هذا الباب أنشط وأكمل للدعوة وأقوى في هذا الأمر، والإخوان المسلمون يمدحون على نشاطهم في الدعوة الإسلامية العامة، ويرجى لهم المزيد من التوفيق، لكن يؤخذ عليهم فيما بلغني وفيما أعلم يؤخذ عليهم عدم العناية بالتفصيل فيما يتعلق بالعقيدة وفيما يتعلق بالبدع التي يتعاطاها بعض الناس.
فالواجب عليهم أن يغيروا من سيرتهم، وأن يجتهدوا في إيضاح العقيدة الصحيحة، وأن يدعوا إلى توحيد الله والإخلاص له، وينبهوا على دعوة الأموات والاستغاثة بهم وأنها شرك وكفر، وأن يوضحوا أيضًا الطرق الصوفية الخبيثة المنكرة التي في بلادهم، وأن الواجب على الناس جميعًا أن يتبعوا طريق النبي ﷺ ويسيروا على سيرته، وأن يحذروا الطرق الموجهة المخالفة لسيرته عليه الصلاة والسلام، وإن فعلها من فعلها من الأكابر، فإن العبرة بالحق لا بالناس، العبرة بالحق الذي جاء به المصطفى ﷺ ودرج عليه صحابته المرضيون، وإن كانوا ضعفاء وإن كانوا فقراء، ولا عبرة بمن خالف الحق وإن كانوا من الأكابر والرؤساء والعظماء والأغنياء، لا، لا ينبغي النظر إلى هذا، بل ينبغي النظر إلى العمل والحقيقة والعقيدة فيشجع أهل العقائد الصحيحة ويدعى لهم بالتوفيق، وينشطون على الثبات على ما هم عليه، ويدعى أهل العقائد المنحرفة وإن كانوا كبارًا لا يستحيا منهم ولا يداهنون، يدعون إلى الحق، ويوضح لهم ما هم فيه من الخطأ في العقيدة أو في الأخلاق أو في البدع التي يؤيدونها، هذا هو الواجب على أنصار السنة ، وعلى الإخوان المسلمين وعلى جميع الدعاة إلى الله جل وعلا الواجب عليهم أن ينصحوا لله ولعباده، وأن يوضحوا العقيدة الصحيحة، وأن يبينوا حقيقة التوحيد الذي دعت إليه الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأن ينبهوا على الشرك الذي أنكرته الرسل وحذروا منه، وأن لا يداهنوا الناس في هذا الأمر، وأن لا يكون همهم كثرة الناس، لا، المهم وجود الحقيقة ولو كانوا قليلين، المهم أن تكون الدعوة صافية نقية، وأن يكون أهلها مستقيمين على الحق ثابتين عليه ولو كانوا قليلين، فالقليل مع الصدق والإخلاص أنفع بكثير من الكثيرين مع الضعف والجهل وقلة البصيرة أو قلة الصدق والإخلاص ولا حول ولا قوة إلا بالله. نعم.
الفرق بين دعوة الإخوان المسلمين وجماعة أنصار السنة
السؤال: وهذه رسالة وردت إلى البرنامج من الأخ بخيت أحمد الأمين من السودان، يقول في رسالته: أريد منكم أن تفيدوني علمًا عن دعوة الإخوان المسلمين، وهل هناك اختلاف بين دعوتهم ودعوة جماعة أنصار السنة، أفيدونا أفادكم الله؟