السؤال: هذه رسالة من السائل فتحي أحمد محمود سالم مصري يعمل بالعراق يقول: إنني أفطرت اليوم الأخير من رمضان بالعراق بعد سماعي بثبوت الهلال في إذاعة المملكة العربية السعودية ومن إذاعة سوريا وغيرها وقد أفطرت بناءً على ذلك، علمًا بأنني أعرف أن البلد الذي أقيم به ما زال أهله صائمين، فما الحكم في ذلك وما السبب في اختلاف الناس في رمضان؟
الجواب: الواجب عليك أن تبقى مع أهل بلدك إن أفطروا فأفطر معهم وإن صاموا صم معهم، لقول النبي ﷺ: الصوم يوم تصومون والإفطار يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون، ولأن الخلاف شر فالواجب عليك أن تكون مع أهل بلدك فإذا أفطر المسلمون في بلدك فأفطر معهم وإذا صاموا صم معهم، أما السبب في الاختلاف هو أن بعضهم قد يرى الهلال وبعضهم لا يرى الهلال، ثم الذين يرون الهلال قد يثق بهم الآخرون فيطمئنون إليهم ويعملون برؤيتهم وقد لا يثقون بهم فلا يعملون برؤيتهم فلهذا وقع الخلاف، فقد تراه دولة وتحكم به وتصوم بذلك والدولة الأخرى لا تقتنع بهذه الرؤية أو لا تثق بالدولة، أو بينها وبينها حزازات فللسياسة في هذا أثر.
فالمقصود أن الواجب على المسلمين أن يصوموا جميعًا إذا رئي الهلال؛ لعموم قوله ﷺ: إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا، وقوله: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة، هذا يعم الأمة كلها، فإذا اطمأن الجميع إلى صحة الرؤية وأنها رؤية حقيقية ثابتة فالواجب الصوم بها والإفطار بها، لكن إذا اختلف الناس كالواقع ولم يثق بعضهم ببعض فإن عليك أن تصوم مع المسلمين في بلدك، وعليك أن تفطر معهم عملًا بقوله ﷺ: الصوم يوم تصومون، والإفطار يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون، وثبت عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن كريبًا أخبره أن أهل الشام صاموا يوم الجمعة وأهل المدينة صاموا بيوم السبت ابن عباس في القرن الأول فقال ابن عباس: «نحن رأيناه يوم السبت فلا نزال نصوم حتى نرى الهلال أو نكمل ثلاثين»، ولم يعمل برؤية أهل الشام لبعد الشام من المدينة، ورأى أن هذا محل اجتهاد، فلك أسوة في ابن عباس تصوم مع أهل بلدك وتفطر مع أهل بلدك، والله ولي التوفيق.
المقدم: وهذا اليوم الذي أفطره ما الحكم فيه، يقضيه؟
الشيخ: هو صام، ما أفطر؟
المقدم: هو أفطر اليوم الأخير من رمضان وأهل العراق صائمون؟
الشيخ: هذا اليوم لا يقضيه لأنه يوم ليس من رمضان، ثبت أنه ليس من رمضان لكنه لو لم يفطر لكان أولى لكن مادام أفطر لا يقضي، لأنه قد ثبت أنه من شوال ليس من رمضان، لكن صومه معهم من باب رعاية عدم الخلاف لكن لما وقع الأمر ليس عليه قضاؤه فيما نعتقد؛ لأنه ثابت بعدة شهود أنه من شوال.
المقدم: بارك الله فيكم.