حكم إعادة قراءة الفاتحة لمن يخطئ فيها

السؤال: يقول: إنني أعيد قراءة الفاتحة عدة مرات أثناء الصلاة لأنني أخطئ في قراءتها، فما حكم ما فعلت؟

الجواب: هذا غير مشروع، السنة أن تقرأ مرة واحدة، تقرأها قراءة مرتلة تدبرها وتعقلها حتى تؤدي الحروف كما ينبغي، أما التكرار فمكروه، لكن إذا غلطت فيها تعيد ما غلطت فيه، إذا غلطت في آية تعيد الآية وما بعدها، أما أن تكررها يعني من باب الوسوسة هذا لا ينبغي، بل هو مكروه، وكذلك من باب الاحتياط مكروه، كان النبي يقرؤها مرة واحدة عليه الصلاة والسلام وهكذا أصحابه وأرضاهم، والخير كله في اتباعه ﷺ واتباع أصحابه، والبدعة كلها شر. فأنت إذا تيقنت غلطاً في آية تعيد الآية بإصلاح الخطأ ولا تعيد السورة كلها، فإذا قلت مثلاً: إياك نعبد.. تعيد تقول: إياك نعبد أو قلت: اهدنا الصراطُ المستقيم، تعيدها: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، مع أن الرفع لا يضر في هذا، ما يغير المعنى، أو قلت: الحمد لله ربَّ العالمين، ثم انتبهت وعدت قلت: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ بالخفض هذا هو الصواب، ولكن النصب لا يضر، لو قلت: الحمد لله ربَّ العالمين ما يضر الفاتحة لأن المعنى لا يتغير، أو قلت: الحمد لله ربُّ العالمين ما يضر المعنى.
فالحاصل أن اللحن اللي ما يغير المعنى ولا يؤثر في المعنى لا يضر القراءة، لكن لو أعاد الآية فأصلحها على الوجه الأكمل لا بأس، أما الذي يحيل المعنى فلابد من إعادة الآية، لو قرأ: أهدنا بفتح الهمزة أهدنا يعيد الآية يقول: اهْدِنَا يعيدها بكسر الهمزة: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، أو قرأ: إياكِ نعبد هذا غلط ..يخاطب المرأة ما يصلح، لابد يعيد القراءة يقول: إِيَّاكَ نَعْبُدُ أو قرأ: صراط الذين أنعمتُ هذا غلط يعيد الآية يقول: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ يخاطب الرب جل وعلا، أو يقول: أنعمتِ هذا غلط خطاب مرأة، هذا يعني ضمير امرأة ... أنعمتِ ما يجوز يغير المعنى لابد يعيد الكلمة يقول: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ يخاطب الرب جل وعلا هو المنعم .
فالحاصل أن اللحن الذي يغير المعنى يجب أن يعيد الآية حتى يصلح اللحن، ولا حاجة إلى أن يعيد السورة كلها. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً. 
فتاوى ذات صلة