الجواب:
هذا فيه تفصيل: إذا رجا دخوله في الحق، وإجابته إلى الحق، وتركه البدعة رد عليه السلام أو بدأه بالسلام ونصحه ودعاه إلى الخير، كما يرد السلام على الكافر إذا سلم، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم أهل الكتاب هم اليهود والنصارى إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم وقال: لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام دل على أن لا يبدؤون، لكن يرد عليهم إذا سلموا.
فالمبتدع حاله أدنى من الكافر إذا كان ليس بكافر، ولكن قد يجب هجره؛ لأنه مسلم يحتاج إلى تأديب وتوجيه فيهجر ليتأدب، فإذا رأى العالم، أو الأمير، أو أعيان الناس هجر المبتدع لعله يتوب فهذا حق مطلوب، فقد هجر النبي ﷺ والمسلمون كعب بن مالك وصاحبيه لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر، هجرهم النبي ﷺ والمسلمون حتى تاب الله عليهم فتابوا.
أما إذا كان يرجو من مكالمته ونصيحته أنه يهتدي، وأنه يدع بدعته فإنه يكلمه وينصحه ويوجهه إلى الخير، ويبين له سوء عمله، وبطلان بدعته لعله يستجيب إلى الحق، ويهديه الله على يديه، فهذا أمر مطلوب كما يدعى الكافر للدخول في الإسلام، ويدعى العاصي إلى التوبة.
فهكذا المبتدع يدعى ويوجه إلى الخير، قد يكون جاهلًا لبس عليه الأمر، فينصح ويوجه، ويبين له بطلان ما تمسك به، فإن اهتدى وإلا وجب هجره، إذا رجا الهاجر أن هذا الهجر ينفعه، ويفيده، ويردعه وإلا فليستمر معه إذا كان لا يرى الهجر مفيدًا، ويرى أن الاستمرار في الدعوة أفيد يستمر في دعوته إلى السنة، وترك البدعة في الأوقات المناسبة لعله يستجيب حتى يسلم الناس من شره. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.