الجواب:
نعم هذا الحديث صحيح، وجاء في معناه أحاديث يقول النبي ﷺ من دل على خير فله مثل أجر فاعله، ويقول ﷺ في حديث جرير: من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها، وأجر من عمل من بعده، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها، ووزر من عملها من بعده، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئًا.
وأسباب هذا الحديث أن جماعة من الفقراء، جاؤوا إلى النبي ﷺ فلما رآهم النبي ﷺ ورأى فقرهم، خطب الناس وحثهم على الصدقة، ورغبهم فيها وقال: تصدق رجل بدرهمه، بديناره، بصاع بره، بصاع تمره، بثوبه ورغبهم في ذلك -عليه الصلاة والسلام- فجاء رجل بصرة من فضة كادت كفه تعجز عنها، ثم تتابع الناس في الصدقات، حتى رأى بين يديه كومين من طعام وثياب، فلما رأى النبي ذلك -عليه الصلاة والسلام- استنار وجهه، حتى كأنه مذهبة، سرورًا منه بعملهم، وحرصهم على الخير، ومسارعتهم إلى الصدقة.
ثم قال هذا الحديث: من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها، وأجر من عمل من بعده، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا.
والمعنى أن الإنسان إذا فعل خيرًا، وتأسى به الناس في ذلك، يكون له مثل أجورهم، فإذا تصدق على الفقراء تابعه الناس لما رأوه تصدق، فله مثل أجورهم، وإذا دعا إلى سنة كالتراويح في رمضان في بلد ما كانوا يصلون التراويح، ثم تابعوه يكون له مثل أجورهم، أو دعا إلى صيام ست من شوال بين أناس لا يعرفونها، فتابعوه صار له مثل أجورهم، أو دعا إلى صيام الإثنين والخميس، وبين فضل ذلك بين أناس لا يعرفون ذلك، فعملوا بذلك بسبب نصيحته، وصاموا الإثنين والخميس، يكون له مثل أجورهم وهكذا.
كل من دل على خير، فتابعه الناس على ذلك، وتأسوا به، وانتفعوا بدعوته، يكون له مثل أجورهم، وهذا معنى الحديث الآخر: من دل على خير فله مثل أجر فاعله خرجه مسلم في صحيحه، وفق الله الجميع.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.