الواجب تجاه العصاة والمنحرفين

السؤال:

في سؤال طويل مختصره أنها تقول: أود أن أعبر في هذه الرسالة عما أشعر به في هذه الأيام من ضيق لمن حولي من الناس؛ لكثرة فجورهم -كما تقول- وقلة حيائهم، وبعدهم عن الدين، ودائمًا أتساءل في نفسي هل هؤلاء الناس هم من عرفتهم منذ عام منذ عامين منذ نعومة أظفاري؟ والإجابة قطعًا: نعم، إذًا لماذا أشعر بالغربة بينهم، فلا يعجبني سلوكهم ولا ترضيني ميولهم؛ وذلك لأنها لا ترضي الله ورسوله؟ هذا ما شعرت بأنها الإجابة الصريحة على سؤالي، ولهذا فقد بعدت عن القريبات والصديقات، فهل من كلمة تتفضلون بها تثبتني على طريق الحق إن شاء الله، جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

نعم نعم، نوصيك بالصبر، والدعاء لهن بالتوفيق والهداية، ونصيحتهن بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، فقد صبر الرسل عليهم الصلاة والسلام، وعلى رأسهم نبينا وإمامنا محمد عليه الصلاة والسلام، قد أوذي ورأى من الكفر والفجور ما لم تري، وصبر على هذا، وأحسن إلى الناس، ورحمهم وعطف عليهم، مع إيذائهم له عليه الصلاة والسلام، قال الله جل وعلا: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ [الأحقاف:35] قال سبحانه: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [الطور:48] قال تعالى: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ [الحجر:94].

فالمؤمن يصبر ويحتسب، والله يقول: وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46] ويقول سبحانه: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10] ويقول النبي ﷺ: ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر فاصبري وانصحيهن، وتوجهي لهم بالكلام الطيب، واستعيني بالله، ثم بمن ترين من الأخوات الطيبات، بنصيحتهن تعاونوا على البر والتقوى يكون معك من يساعدك في النصيحة والتوجيه والإرشاد، ولا تيئسن أبدًا، الله يقول: وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ [يوسف:87] ويقول: لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ [الزمر:53].

فعليكن بالصبر والنصيحة والاستمرار في الدعوة إلى الله، والإرشاد مع السؤال لهن بالتوفيق، سؤال الله هن لكن أخوات، يسأل الله لهن التوفيق والهداية والصلاح، وأن يمن عليهن بالتوبة، لا تجزعن ولا تيئسن أبدًا. 

المقدم: جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم.

فتاوى ذات صلة